الصحافة

العودة الى القائمة

«مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي» يُساهم في تعزيز الوعي الدولي بالسينما العربية الناشئة بمشاركة قوية في فعاليات «مهرجان ترايبيكا السينمائي» في نيويورك

10 مايو 2010 — المهرجان السينمائي

جاءت مُشاركة «مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي» في فعاليات «مهرجان ترايبيكا السينمائي» الذي أقيم في ولاية نيويورك الأمريكية أمرا هاما ساعد في تسليط الضوء على الأفلام والإنتاجات السينمائية من منطقة الشرق الأوسط. فلقد سمحت هذه المشاركة لنطاق كبير من جمهور دولي بالإطلاع على الأصوات السينمائية الجديدة الصادرة من العالم العربي.

قام فريق «مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي» بتنظيم عدد من المبادرات التي تهدف إلى تسليط الضوء على السينما العربية الجديدة بما فيها عروض مختارة للأفلام وعدد من ورش العمل إلى جانب برنامج للتبادل الثقافي لصناع الأفلام من الشباب القطريين الطموحين.

ومن أبرز الفعاليات التي أفرد لها «مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي» دعماً كبيراً كان العرض الأول في أمريكا لفيلم “بُدرُس” الوثائقي الحائز على العديد من الجوائز والذي رصد معاناة المجتمع الفلسطيني في قرية بُدرُس جراء تدمير واقتطاع الأراضي بسبب جدار الفصل العنصري.

وكان المسرح قد امتلئ عن بكرة أبيه بمحبي وعشاق السينما والأفلام من نيويورك – ومن ضمنهم المخرج الأمريكي المشهور مايكل مور– وأعقب العرض جلسات نقاشية خاصة زودت الجمهور بمعلومات ورؤى هامة حول المعاناة التي يشهدها الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة.

وفي معرض تعليقها على الموضوع، قالت جوليا باشا، مخرجة فيلم “بُدرُس”: “لقد تشرفت بمشاركة مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي في رعاية عرض الفيلم لأول مرة على الجمهور الأمريكي. فالفيلم يتحدث عن أهمية رأب الفجوات الثقافية وتقبل الآخر ولذلك فقد كانت مشاركة مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي، الشريك الثقافي لمهرجان ترايبكا نيويوك، أمرا هاما يدعم الأمسية النقاشية والفيلم ويعزز من فكرته”.

وقد حظي فيلم “بُدرُس” للمخرجة جوليا باشا باهتمام كبير من قبل هيئة التحكيم التي خصته بتنويه هام خلال حفل توزيع «جوائز مهرجان ترايبيكا 2010». فقد أشادت الهيئة بالرسالة القوية والمنظور الجديد الذي يبرزه هذا العمل الوثائقي الناجح حول قضايا إنسانية وأخلاقية تهم الكثيرين، فقد أوضح معاناة المجتمع المحلي في قرية بُدرُس الفلسطينية، المجتمع الذي عقد العزم على الدفاع عما هو ملكه، والحفاظ على أرضه وكرامته، في تصوير رائع لقصة رفض الخضوع وتجاوز الحدود لنشر الأمل.

كما كان أيضا عرض الفيلم الوثائقي “إنهم مثلنا تماما” للفنان الأمريكي من أصل مصري أحمد أحمد ومجموعة من أبرز فناني الكوميديا الدوليين من الفعاليات الأخرى المميزة التي استقطبت اهتماماً دولياً خلال المهرجان. بالاضافة إلى العروض الكوميدية التي صورت في كل من دبي ولبنان والمملكة العربية السعودية، ومصر، فيلم “إنهم مثلنا تماما” تحدى التصورات النمطية لدى الغرب حول حس النكتة والدعابة وأساليب سرد القصص في العالم العربي.

وتميز الحضور القوي الذي ضم الكثير من الأمريكيين من أصول شرق أوسطية بعدد من أبرز شخصيات ومشاهير عالم الفن السابع من أمثال النجم فينس فون، ومؤسسو مهرجان ترايبيكا السينمائي كل من روبرت دي نيرو، وجين روزنثال، وكريغ هاتكوف.

وقال النجم الكوميدي أحمد أحمد في مقابلة معه خلال أمسية عرض الفيلم: “لقد شكل عرض الفيلم تجربة استثنائية وغير مسبوقة، ونحن نعتز بهذا التكريم الذي حظي به الفيلم. وكما يعلم الجميع فقد كان لأحداث الحادي عشر من سبتمبر المؤسفة الكثير من التبعات السلبية إذ كان من الصعب علينا إقناع الناس بالاستماع إلينا، إلا أن مثل هذه الفعاليات التي يوفرها مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي قد منحتنا الفرصة لإسماع صوتنا في المحافل والمهرجانات الدولية، وقد شكلت استضافة الدوحة للمهرجان وحسن الضيافة الذي أبدته هذه المدينة مساهمة هامة في عملية الترويج العالمي لهذا الفيلم”.

وأعقب عرض الفيلم أمسية كوميدية ضمت عدد من العروض الكوميدية الفردية لعدد من فناني الكوميديا الذين شاركوا في الفيلم.

ويعتبر تعزيز حضور وانتشار الأفلام المتميزة التي توثق حياة وطموحات الشعوب في العالم العربي هدفاً رئيسياً «لمهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي» منذ انطلاقته في العام 2009. وبتحول هذا المهرجان إلى مبادرة ثقافية وتعليمية متنوعة تنظم على مدار العام، فإن مشاركته بفعاليات مهرجان ترايبيكا السينمائي في نيويورك تأتي لتضيف عنصراً دولياً هاماً على قائمة الأنشطة والفعاليات الكثيرة.

ومن ناحيتها، قالت أماندا بالمر، المديرة التنفيذية لمهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي والتي حرصت على المشاركة في كافة الفعاليات التي نظمها المهرجان في نيويورك: “هناك الكثير من الأفلام المميزة في منطقة الشرق الأوسط والتي يحرص مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي كل الحرص على الاحتفاء بها ومشاركتها مع أكبر شريحة ممكنة من الجمهور. ونحن في غاية السعادة بالاستجابة الكبيرة التي حظينا بها خلال فعاليات هذه السنة من مهرجان ترايبيكا السينمائي الدولي، كما إننا نتطلع لدعوة بعض الأفلام والمخرجين ممن التقينا بهم هنا للمشاركة في فعاليات المهرجان في الدوحة في دورته القادمة للإطلاع والاستماع لهذه القصص بشكل مباشر من المنطقة”.

وبالإضافة إلى دعم عروض الأفلام في مهرجان ترايبيكا السينمائي الدولي، أتاح مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي الفرصة لعدد من صناع الأفلام الشباب من الدوحة للمشاركة في ورش العمل والعروض وجلسات التوجيه والإشراف التي ينظمها على هامش فعاليات ترايبيكا في نيويورك. وقد وفرت هذه التجربة فرصة هامة لهؤلاء الشباب لتطوير وتنمية مهاراتهم وصقل خبراتهم، كما أنها عملت على توثيق الصلات بين الحدثين.

وشهدت إحدى ورش العمل مشاركة 20 من طلاب المدارس الثانوية إلى جانب صناع الأفلام من الشباب القطريين، الذين حضروا عرض فيلم “عجمي” والتقوا بعدها بمخرج الفيلم سكندر قبطي. وانطلاقاً من خبرته الواسعة في هذه المجال، قال سكندر: “لقد استمتع الطلاب كثيراً بورشة العمل هذه، إذ تفاعلوا بشكل إيجابي مع بعضهم البعض. لقد أثبتت هذه الفعاليات كفاءة الأسلوب الذي استخدمته مع عدد من الممثلين الهواة من منطقة الشرق الأوسط، وإمكانية تطبيقه في أي مكان من العالم. لقد تعلم هؤلاء الطلاب أسلوباً جديداً في التعامل مع الممثلين بعيداً عن الأسلوب النصي التقليدي واستبداله بنوعاً من الارتجال”.

ويذكر أن مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي قد قام أيضا باستضافة عرض خاص بالعائلات للفيلم الجديد “شريك إلى الأبد” لضمان تمتع عشاق الأفلام والسينما من كافة الفئات والأعمار في نيويورك بهذا الحدث.
انتهى

نبذة عن مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي
تم إطلاق مهرجان الدوحة السينمائي في قطر عام 2009 وهو أول مهرجان للأفلام السينمائية يقام في الدوحة للاحتفاء بأفضل ما تقدمه السينما العربية والدولية. ويهدف المهرجان إلى إلهام وإشراك وتعليم الجيل الجديد من محبي السينما على المستوى المحلي بالإضافة إلى اكتشاف وإرشاد وتمويل مواهب صناعة الأفلام بالمنطقة، وتعزيز المجتمع من خلال الفنون والترفيه وتشجيع النقاش المفتوح والتحاور. وستقام الدورة الاحتفالية للمهرجان لهذا العام بين 26 – 30 أكتوبر.