المدوّنة

العودة الى القائمة

مذكرات الذهب الأسود

08 مارس 2011

مرحباً بكم في مدونتي! أنا أعمل مساعدة إنتاج في موقع تصوير فيلم “الذهب الأسود“، الفيلم العربي الضخم القادم والذي يصور مشاهد منه في قطر، وفكرت بأنكم قد ترغبون بأن تعرفوا كيفية سير الأمور! تابعوني لمعرفة المزيد…

اليوم الواحد والعشرون:
انفجار… انفجار… انفجار!

كان ذلك الشيء الوحيد الذي انتظر حدوثه جميع من في موقع التصوير، من ضمنهم أنا! حين وصلت إلى المخيم، كانت الكهرباء مقطوعة في خيمتي، لذا كان على إعداد القهوة أن يتم في مكان آخر. لم أعرف أين، لذا كان كل ما فعلته هو توفير المواد كالسكر والحليب، إلخ. لم يكونوا بحاجة للكثير من المساعدة، ربما لأنه كان اليوم الأخير للتصوير، فقررت أن أنظف “قسمي”. هاها! رتبت كل الأغراض في علب ووضعتها على الطاولة. آمل أن يكون ذلك مفيداً ويجعل من انتقالهم من هذا المكان سهلاً!

تواجدت في موقع التصوير في الثامنة والنصف صباحاً، باكراً أكثر من أي مرة! أحسست ببعض البرودة في الطقس. رأيتهم يصورون بعض المشاهد قبل أن يبدؤوا مشاهد المؤثرات الخاصة. (كلا، لا أعني الانفجار الذي كان الجميع ينتظر حدوثه، هاها!) كانت تلك المؤثرات خاصة بمشهد قفص الحمام. رأيتهم يحضرون للمشهد لمدة ساعة تقريباً، لكن التصوير تم في ثوانٍ! مما رأيته، أعجبتني المؤثرات المستخدمة؛ أظن أن الأمر سار على ما يرام. ثم قيل لي إنه بإمكاني البقاء في موقع التصوير طوال اليوم لأنهم توقفوا عن تقديم القهوة. يا لفرحتي!!!!…. اليوم هو يوم عطلة بالنسبة لي!

جاء بعض الأشخاص من مؤسسة الدوحة للأفلام إلى موقع التصوير اليوم، فاستمتعت أنا بلقاء بعض الأصدقاء وتمضية الوقت معهم بينما كنا نشاهد المشهد الأخير. تسنت لنا فرصة لقاء المخرج وتهنئته، فتعرّف علي وهو يصافح يدي. تفاجأت حقيقةً ولكن كان الأمر رائعاً! تحدث إلينا عن اللقطة السابقة وأبدى سروره بمدى نجاحها، ثم استأذن وذهب لاستئناف اللقطة التالية. أنا سعيدة!
كان المشهد الذي يتضمن الجمل وقفص الحمام مهمة صعبة لجميع الشباب. لم يكن الجمل متعاوناً ثم بدأ بالتحرك باضطراب مما أخافا قليلاً. أتمنى ألا يتأذى أحد! فقد اضطر ستة رجال للاجتماع عليه وتهدئته من أجل الاستمرار بتصوير المشهد. فبقي هادئاً، لكنه حالما سمع صوت سيارة الغولف (التي كانت الكاميرا مركبة عليها)، خاف، ففقدوا السيطرة عليه مرة أخرى. غير أنهم تمكنوا من تصوير المشهد بطريقة ما، لكن مع بعض الاستثناءات.

أحياناً، حين تطرأ بعض الظروف الصعبة، لا بد أن يحدث ما هو جد مضحك أيضاً! فحين كان يكافح الجمل للتحرر من الرجال الذين اجتمعوا عليه، طار الحمام من القفص! فهرع كل من في موقع التصوير إلى التقاطه – في مجهود جماعي انتهى بالتصفيق بعد التقاط الحمام، لأن الأمر تطلب بعض الوقت! المشهد بالكامل كان مضحكاً :) ثم صوروا هذا المشهد ومشاهد أخرى أيضاً، وبعدها توقفوا لتناول طعام الغداء.

خلال وقت الغداء، وصلتنا كيكة ضخمة جداً، للاحتفال باختتام التصوير. وقد استغل الجميع هذه المناسبة للتصور إلى جانب المخرج، وأنا أيضاً، يا لفرحتي! ستبقى دائماً صورة حافظة للذكرة بالنسبة لي. كنت أتحدث إلى بعض أفراد فريق التصوير، فعبروا لي عن شعورهم بالحزن لأنهم راحلون، بعد أن أصبحوا كعائلة واحدة خلال الأشهر الستة الأخيرة. أتمنى من كل قلبي أن ألتقي بهم مجدداً في المستقبل القريب ومشاريع أخرى قادمة.

أخيراً، جاء وقت ما كنا ننتظره كلنا منذ الصباح – الانفجار!!! تطلب التحضير له نحو الساعتين، ثم بدأ أخيراً. بدأ بنار خفيفة..ثم شيئاً فشيئاً…………… بوم … بوم… بوم!!! شعرت أني طفلةً تشاهد ألعاباً نارية، كان الأمر رائعاً! بهذا المشهد اختتم التصوير: انتهى تصوير فيلم “الذهب الأسود” فتعانق الجميع وتبادلوا القبلات المودّعة ….

أما أنا التي أعرفهم منذ أسابيع ثلاثة فقط، سأشتاق بالطبع للعديد منهم، لا سيما أولئك الذين كانوا لطيفين وكرماء بالمعلومات.

وعلى طريقة برامج الجوائز، أود أيضاً أن أستغل الفرصة لأتوجه بالشكر إلى كل فريق ممثلي “الذهب الأسود” وفريق التصوير لمشاركتهم تجربتهم الرائعة معي. انحناءاتي هاهاها!

وأخيراً – انتهى

اليوم العشرون:
مضى يومي وأنا أردّد “مافي سكر، مافي شاي، مافي كيك”!!! لم يتم تزويدنا بأي منها اليوم، وكان علي أن أكون من يخبر كل شخص يريد أن يتناول فطوره اليومي – قهوة، شاي، وكيك!

أردت أن أتوجه إلى موقع التصوير لكن الجميع قالوا لي أن المشاهد كلها عامة اليوم، وأنها كانت بعيدة، ومع ذلك، ذهبت.

كان معظمنا جالساً في موقع التصوير يشاهد ما يحصل. وكان إعداد مواقع التصوير يأخذ وقتاً طويلاً اليوم لأن العديد من الأمور كانت تحصل في الوقت ذاته، الأمر الذي تطلب منهم تنسيق كل شيء بدقة، قبل أن يصوروا المشهد. في هذه الأثناء، كنت أجلس مع الماكيير، والمسؤولة عن الملابس، وماكيير المؤثرات الخاصة ونرسم على الرمال. كان الماكيير بارعاً في ذلك – لم يكن يفكر مطلقاً قبل أن يبدأ الرسم. كنا نسمّي له أشياء عشوائية وكان يرسمها في ثوانٍ. كان الأمر رائعاً!

اليوم، تعلمت المزيد عن مهارات الادارة. أتمنى أن تتحسن مهارات إدارة الانتاج أكثر وأكثر، لأن شخصاً واحداً لا يكفي – لا بد من فريق عمل! لو سنحت لي فرصة ممارسة إدارة الانتاج مرة أخرى، سوف أسعى حتماً لتعلم المزيد كي أبقى في تطور مستمر :)

انتهى التصوير باكراً اليوم، لذا عدت إلى البيت باكراً أيضاً. :)

اليوم التاسع عشر:
كل صباح الروتين نفسه، لكن بالنسبة لشخص مثلي يحب النظام، من الصعب مجاراة كل الفوضى والمضايقات اليومية التي لا بد منها في مخيم بهذه الضخامة. لكني أتعلم!

لم يكن الطقس لطيفاً أبداً اليوم – كانت هناك عاصفة رملية، فغطّى الجميع وجوههم ورؤوسهم بالمناديل! تمكنت من الذهاب إلى موقع التصوير في الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، وكنت أخشى أن تكون بعض اللقطات التي تحتوي مؤثرات خاصة قد فاتتني، لكن لحسن الحظ كنت مخطئة.

في موقع التصوير، أكملت حديثي السابق مع مساعدة مدير السكريبتـ التي شرحت لي المزيد من التفاصيل عن عملها، وعمل المساعدين الآخرين ومدير السكريبت. إنه عمل صعب لأن السكريبت أو النص السينمائي يجب أن يكون في متناولها في كل لقطة ومشهد. تحياتي! كما تحدثت أيضاً إلى الماكيير الذي يتخصص في الأعضاء الاصطناعية مرة أخرى، وأراني صوراً عن أعمال سابقة له. لقد صنع هياكل عظمية، أسناناً، أعضاء بشرية داخلية، وحوشاً وأنواع اخرى كثيرة – كان ذلك رائعاً!

لاحقاً، حين تسنى لي الاقتراب أكثر من التصوير، رأيت المخرج يجلس على الأرض وهو يرسم على الرمال خط حركة الكاميرا ومواقع الممثلين، ثم يقوم بشرح ذلك لفريق التصوير. وجدت ذلك فكاهياً! كما كان يعلق عدسة حول رقبته تسمح له باختيار إطار المشاهد.

ما عدا الطقس، سار كل شيء على ما يرام. أتمنى ذلك! :)

اليوم الثامن عشر:
عدنا اليوم إلى المخيم القديم، وعدت أنا إلى الروتين عينه في ركن إعداد القهوة. تغيرت القواعد قليلاً، لكن عاد كل شيء إلى طبيعته في نهاية المطاف!

واجهتنا بعض المشاكل بخصوص طعام الفطور والسندويتشات، حيث أنه اتضح أن معظم العاملين لا ينالون السندويتشات – ومن ضمنهم أنا! أتمنى أن تتحسن الأمور غداً، لأني لا أظن أنه من العدل أن تطلب من الناس أن يعملوا تحت الشمس ولا تقوم بإطعامهم حتى وقت الغداء!

لاحقاً، ذهبت إلى موقع التصوير وكانوا يصورون مشاهد شبيهة بأخرى صورت من قبل، لكن هذه المرة كان ممثلو الخدع السينمائية والحركات الجريئة يشاركون في المشاهد. جاءت لورين من فريق التعليم بمؤسسة الدوحة للأفلام، مصطحبةً معها طلاباً من جامعة نورث وسترن، فأمضيت بعض الوقت معهم وأخذتهم في جولة بموقع التصوير. سعدت بأنهم لقوا ترحيباً حاراً من فريق التصوير :)

اليوم، تضمن أحد المشاهد انفجاراً على قمة إحدى الكثبان الرملية. كان المكان بعيداً، فذهبنا إليه سيراً على الأقدام لنشاهد ما يحدث عن قرب. على الطريق، قابلنا مساعدة مدير السكريبت وهي تركض نزولاً عن الطعس محاولةً أن تلتقط أوراقاً تتطاير في كل مكان – لا بد وأنها طارت بسبب شدة الرياح، التي صعبت أيضاً عملية جمعها! للأسف لم نستطع المساعدة لأننا كنا ذاهبين في الاتجاه المعاكس، وكان التصوير جارياً، لكن لحسن الحظ نجحت في جمعها.

ختمنا يومنا بمشهد “تفجيري” على الرمال. كم هذا مثير للاهتمام! في طريق العودة، كان هناك سيارة عالقة في الرمال! هذه المرة، جاءت أربع سيارات وعشرة رجال لتقديم يد المساعدة، من ضمنهم نحن. تحول الأمر إلى كارثة لأن سيارة أخرى علقت في الرمال حين كان سائقها يحاول انتشال السيارة الأخرى، ثم انقطع الحبل الذي كان يستخدم لانتشالها. لم يقتصر الأمر على ذلك فقط، ولكن بعد إصلاح الحبل والمحاولة مرة أخرى، لم يعرف السائق أي درجة يضع في محرك السرعة، لذلك كانت تصدر صوتاً صاخباً ولا تتحرك! في النهاية، وبعد الكثير من المحاولات الفاشلة، انتشلوا السيارة، لكنهم لم يعرفوا أنني كنت أقف جانباً أضحك وقد صورت كل العملية! :)

اليوم السابع عشر:
إنه اليوم الأخير لبعض الممثلين وآخرين من فريق العمل. كان وداعهم صعباً، على الرغم من إني عرفتهم لأسابيع قليلة فقط، وحقيقةً، أنا أتمنى لقاءهم والعمل معهم مجدداً في المستقبل القريب!

أما بالنسبة للتصوير اليوم، فلم يكن هناك الكثير لرؤيته لأنهم كانوا يصورون تحت مياه البحر. بالكاد رأينا ما يحصل من الشاطئ، لذا بقيت قضيت معظم وقتي في موقع التصوير أتحدث إلى الموجودين. قال لي ماكيير أنه متخصص بصناعة لأعضاء الصناعية!حتى أنه شرح لي كيف يركبها، وكيف يختلف عمله بالمقارنة مع ما يفعله هنا في موقع التصوير.

في فترة الغداء، كنت مع زميلي مهند نجلس لوحدنا على طاولة، وقلت له أن لا أحد يأتي ليجلس معنا، لأن كل شخص قد ألف شلّته الخاصة، لكنه لم يوافقني الرأي. حالما قلت ذلك، جاء مسؤول قسم الماكياج، والممثل الرئيسي والمخرج ليجلسوا معنا على الطاولة! يجدر القول إننا حظينا بأفضل خدمة في حياتنا كلها، هاها! :)

وحين انتهى التصوير لليوم، ودعنا من سيتركوننا، ونحن الذين سنبقى في موقع التصوير لبضعة أيام، سنشتاق لهم كثيراً :(

اليوم السادس عشر:
عدنا إلى الموقع الجديد مجدّداً! أحب هذا المكان هنا، لأن موقع التصوير والمخيم قريبان من بعضهما ولست بحاجة لانتظار سائق يقلني كل مرة من وإلي موقع التصوير. كل ما علي فعله هو السير مشياً على الأقدام – بعد إتمامي للمهمات الموكلة إلي بالطبع!

ذهبت صباح اليوم إلى موقع التصوير لنصف ساعة، وحين عدت شعرت بالاحباط تجاه انعدام المسؤولية عند الآخرين. ففي المكان الذي يحفظ فيه الطعام، كان البعض قد رموا مغلفات الشاي المستعملة، وأكواب الحليب ومغلفات السكر الفارغة وملاعق بلاستيكية مستعملة! :( وكان آخرون قد تركوا الملاعق مرمية على الطاولة أو على الأرض بعد انتهائهم من إعداد القهوة – أتساءل إن كانوا يتصرفون هكذا في بيوتهم؟! كان هناك قمامة في كل مكان – لا يبدو حتى أنهم أبصروا كيس القمامة الأسود الكبير. لا أصدق أنهم لم يفكروا بعواقب تصرفهم قبل أن يقدموا عليه. لكني قررت أن أتقبل الأمر، فنظفت المكان والفوضى، وبقيت فيه كي أقدم المساعدة في المخيم. كانت فكرةً جيدة لا سيما أن وصول الطعام تأخر، وكانوا بحاجة للمساعدة في المكان، لذا فرحت بكوني كنت موجودة لأقدم يد المساعدة :) كما أنه تسنى لي بأن أقدم التحلية للمخرج…فغمز لي بـ شكراً! :)

لاحقاً توجهت إلى موقع التصوير مرة أخرى. كان فريق التصوير في البحر يصوّر، فجلست وراقبته مستمتعةً بالنسيم العليل! كان على الممثلين أن يهرعوا نحو البحر في المشهد، وكانت مشاهدتهم ممتعة. في النهاية، صفقوا جميعاً وهلّلوا، لذا استنتجت مرة أخرى أن اللقطة كانت جيدة! :)

ولأننا بدأنا باكراً، انتهينا باكراً، وكنت في البيت في السادسة والنصف مساءً!

اليوم الخامس عشر:
اختلف اليوم موقع التصوير، الذي يقع على مسافة ساعة واحدة من الدوحة وساعتين من موقع التصوير السابق. وفي الوقت الذي كنت متجهة فيه من الدوحة، تمكنت من النوم لمدة نصف ساعة إضافية، يا لفرحتي ! :)

استغرقنا وقتاً إضافياً للوصول إلى هناك، بسبب إرشادات خاطئة، ولكننا وصلنا في النهاية وسار كل شيء على ما يرام… حتى أدركت أني أضعت جهاز الأيبود في مكان ما على الطريق! عدت أدراجي لأتمكن من إيجاده لكن للأسف، لم أجده :(

لا بأس، ولينطلق يومنا! كانت فترة القهوة الصباحية عصيبة، بسبب تغيير الموقع، لذا أعيد نقل وتنظيم كل شيء من الصفر، من ضمنها الطاولات، وكابلات الكهرباء والأباريق، إلخ. الجميع كانوا صبورين جداً لحسن الحظ، لذا سار العملية بسلاسة، وتمكنا من مدهم بجرعة الكافيين الصباحية بسلام.

كان الموقع الجديد جميلاً. كانت هناك صخور ضخمة على الشاطئ وكان الطقس جميلاً. جاء المصوّر إلى الخيمة خلال فترة الغداء فقلت “الطقس جميل، أليس كذلك!؟“، أجاب “ليس كثيراً”. سألته عن السبب فقال إنه لو كانت السماء أكثر صفاءً لكان أفضل للكاميرا…آه ه ه …لحسن حظنا وسوء حظ الكاميرا. ها ها!

وبما أن البداية كانت مبكرة، انتهينا من التصوير باكراً أيضاً، لذا كنت في البيت في الساعة السادسة مساءً على غير عادة! يبدو الأمر غريباً بعد التأخيرات السابقة، ولكني أستمتع بالعودة باكراً إلى منزلي :)

اليوم الرابع عشر:
كل يوم أتعامل في ركن القهوة والشاي مع أشخاص مستعجلين، متوترين قليلاً، بحاجة إلى جرعتهم من الكافيين، لكن الجميع كان اليوم هادئاً، حتى الشاب الذي عادةً ما يكون منزعجاً من التنظيم في هذا المكان. إنه سحر الذهب الأسود!

كان العامل الذي يساعدني عادةً مريضاً، لذا كنت أعمل اليوم مع شخص آخر. حاولت كثيراً أن أفهمه كيف يسير عملنا اليومي، لحسن الحظ كان العمل خفيفاً لذا كان الوضع ضمن نطاق السيطرة.

لاحقاً، جاء جاستين (من فريق التعليم بمؤسسة الدوحة للأفلام) ليزور الموقع، وأحضر معه بعض الطلاب من الدوحة كولدج. لم أكن قد رأيته منذ فترة طويلة، لذا كنت متحمسة كثيراً! كالعادة، إنه من الرائع أن يزورك أحدهم. فأخذتهم في جولة حول الخيمة وإلى كل الأقسام. بدا الحماس على الطلاب..

بعد ذلك ذهبت إلى موقع التصوير وتحدثت إلى المساعد الثالث للمخرج، وكانت لطيفة وشرحت لي طريقة عملها. كانت قد أعطتني نسخة من مخطط أحد المشاهد، وقد شعرت بالامتنان لأنها فعلت هذا كي أتعلم منه :)

كانوا يصورون على الشاطئ اليوم لذا لم أستطع التواجد قرب الكاميرا، بل إلى جانب السيارات المركونة حتى غيروا موقع الكاميرا. وهنا تعلمت كيف أن عبارة “صمت أرجوكم” لا تعني شيئاً للسائقين. فهم يستمرون بالكلام والضحك وحتى باللعب! أتساءل فعلاً كيف يستطيع هؤلاء الذين يتعاملون مع هذا الوضع يستطيعون الحفاظ على رباطة شأنهم، لأني مكثت هناك لحوالي الساعة، وقادني ذلك إلى الجنون. كنت أقول في سري “ما الذي لا يفهمونه. الكلمات هذه بسيطة…“صمت أرجوكم”!!!

لحسن الحظ لم أمكث هناك سورى قليلاً. انتقلت إلى الجانب الآخر حيث كان الناس يتحدثون بصوت خافت، ورأيت كيف تظاهروا بذبح الجمل وإراقة دمائه. جميل…وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الأمر يبعث على القرف!

اليوم الثالث عشر:
كما كان مقرّراً، وصلت إلى المخيم باكراً هذا الصباح، وحالما رتبت ركن القهوة، ذهبت إلى موقع التصوير وكانت الساعة أصبحت التاسعة والنصف صباحاً. كان هو عينه لكنهم كانوا يصورون هذه المرة على الشاطئ، بعيداً جداً عن المكان الذي كنا نقف فيه، لذا كان من الصعب فعلياً رؤية تصوير المشهد. كانت اللقطة عامة، ولم أستطع أن أرى ما الذي كان يحدث، ما عدا مرور الجمال على طول الشاطئ.

بعد أن مكثت هناك لبعض الوقت، عدت إلى المخيم لإعداد طعام الغداء، ثم عدت إلى موقع التصوير. شاهدت تصوير لقطة أخرى، كانت شبيهة بلقطات البارحة، لكن تمكنت هذه المرة من سماع ما يقوله الممثلون. كان المشهد طويلاً وبعيداً عن المكان الذي أقف فيه لكن فجأة رأيت المخرج وقد حمل على أكتاف الممثلين والكومبارس، وكانوا يحتفلون ويصرخون بهتافات بدت كهتافات النصر! كان المشهد رائعاً، وأظن أن المخرج كان سعيداً بالمشهد ولكني لم أتمكن من تصوير هذه الحادثة ولكن زميلتي فلاتكا تمكنت من ذلك، وانا أنتظر بفارغ الصبر لرؤية الصورة!

بعد وقت قصير عدت إلى المخيم، لكننا رأينا على طريقنا سيارة عالقة في الرمال. وكان ثلاثة رجل يحاولون انتشالها، وبما أن سيارتنا كانت مجهزة بحبل، عدنا لتقديم المساعدة لهم. كان الطريق الذي ساروا عليه مغلقاً نظراً لتكرر حوادث مشابهة، لكن بعض السائقين لا يتبعون التعليمات ثم تعلق سياراتهم. وحين كنا في خضم محاولتنا لمساعدتهم، علقت سيارتنا في الرمال أيضاً! الظاهر أن الحبل كان قصيراً وبدلاً من أن نتمكن من سحب السيارة الأخرى، سحبت سيارتنا إليها. وبعد محاولات حثيثة من قبلنا والرجال الثلاثة من السيارة الأخرى الذين كانوا يعطون تعليمات مختلفة بلغات مختلفة، أصابتنا الحيرة! في النهاية اتصلنا بأحد العاملين في موقع التصوير ليأتي إلى نجدتنا، وكان من المثير مشاهدة بطلنا يصنع مساراً لإخراج السيارة، ثم يشد السيارة ويحررنا.

حين عدنا إلى موقع التصوير، شاهدت هذه المرة كيف يستخدمون سكةً للكاميرا. كان المشهد ضخماً يضم العديد من الكومبارس والجمال. جلست في مكان وأخذت أراقب المخرج- إنه يستخدم صفارة ليبدأ ويختم المشهد وينوع في طريقة نفخه بها كإشارة إلى مختلف الممثلين والكاميرات. جميل!

جاءت بريجيت لاكومب لأخذ بعض الصور والفيديوهات، لذا كان المخرج مشغولاً بالمقابلات ما بين المشاهد. المشهد الأخير كان شبيهاً بالمشاهد السابقة، مع تغيير في موقع الكاميرا. وحين كنت أراقب كيف تسير الأمور من حولي، بدأت أكتب قصة – لنرى إن كان نصي سيتطور إلى فيلم أو أنه سيبقى مجرد فكرة على ورق. هاها :)

في نهاية التصوير، وحين كنت أتمشى في المكان، لاحظت أن أحد الجمال يأكل شيئاً عن الأرض. سألت زميلي مهند “ما الذي يأكله الجمل؟” فأجاب “إنها الأعشاب البحرية”. أصابتني حيرة فقلت “ماذا؟؟؟…أوه. أنت تعني الطحالب!” ثم ضحكنا، وقلت لمهند أن المفرد الجديد للطحالب سيكون -أعشاب من البحر. يعجبني ذلك!

اليوم الثاني عشر:

كان الوصول إلى المخيّم اليوم رحلةً غير عادية. ركبت في السيارة مع الشاب المسؤول عن تصوير فيلم عن كيفية إعداد الذهب الأسود، ثم انطلقنا مع السائق إلى الصحراء. بدت البداية ذاتها غير مبشّرة لأنه لم يسلك الطريق المعتاد، بل قاد السيارة على الكثبان الرملية! كان آخر ما أنا بحاجة إليه أن أشعر في الساعة السابعة إلا ربعاً صباحاً أني في مدينة ملاهي، هاها! لكن لحسن الحظ، وصلنا إلى هناك بسلامة.

بدأت يومي في إدارة ركن القهوة وكنت طوال اليوم مشغولة بتلبية طلبات الناس، من إعداد الماء الساخن، فتح الخيمة، إرسال عامل المياه في مهام من وإلى موقع التصوير. تسنت لي فرصة التحدث مع الرجل الذي يصنع الجمال والأشخاص الاصطناعيين. كان يقوم بصنع بعض الأجساد الاصطناعية مع بعض المؤثرات الخاصة عليها. تحدثنا عن كيفية صبّ المواد وطريقة دمجها لتصير أجساداً وحيوانات اصطناعية، بالاضافة إلى كيفية استخدام مادة اللاتكس، وتقليد الحقيقة، واستخدام مواد أخرى. سيريني لاحقاً كيفية صنع الجمال الاصطناعية بالصور، وأنا أنتظر ذلك بفارغ الصبر!

حين جاء موعد الغداء، جاء كل من في المخيّم لطلب علب الطعام. لسوء الحظ لم تتوفر لدي لأنهم قدموا الغداء في موقع التصوير ولم يتبق أي طعام هنا. بعد انتظار طويل، اتصلت بمن هم في موقع التصوير لجلبوا لنا بعض الطعام وهذا ما حصل. شعرت بأني صاحبة مقهى تنتظر وصول التموين لإطعام عمالها! هاها… ليس تماماً لكن شيء من هذا القبيل.

في الساعة الرابعة بعد الظهر، وصلت أخيراً إلى موقع التصوير وكنت أرغب ذلك بشدة لأني كنت أعلم أنه سيكون جميلاً اليوم. كانوا سيصورون على الشاطئ، وهذا سيكون نوعاً من التغيير. سنرى زرقة البحر، بدلاً من رمال الصحراء فحسب. حالما وصلت، رأيت مشهداً في طور التصوير وكانوا يستخدمون فيه كاميرتين كانتا تصوران من البحر، فكان المصورون يرتدون ثياب الغطس!

وحين جاء وقت التحضير للمشهد الثاني، أصدر المخرج أمراً بإلغائه وسمعته يقول لأحد الممثلين الذي كان وصل لتوه: “أعتذر، تأخرت الملابس كثيراً!” لا أعلم ما الذي كان يقصده لكن كان هذا كل شيء لليوم. يا لفرحتي!

اليوم الحادي عشر:
يوم آخر في موقع تصوير الذهب الأسود! المزيد من الأحداث ذاتها في الصباح، كالتعامل مع العمال لإنهاء بعض الأعمال وتقديمي المساعدة بأي وسيلة أستطيعها.

اليوم ذهبت إلى موقع التصوير باكراً. كان المكان هادئاً ومريحاً لأنهم لم يحتاجوا إلى كومبارس، لذا كان يتواجد في الموقع فريق التصوير وممثل واحد، ثم انضم إليهم ممثلون آخرون لاحقاً. استخدموا الطائرة في التصوير وهذه المرة تحطمت! كان المشهد هادئاً، لكن الطقس والارتفاع الذي كنا فيه كان مثيراً للاهتمام.

كان علينا أن ننتقل جميعنا إلى أعلى كثيب رملي في اللقطة الثانية. كنت أقف فوقه، وكان انحداره حاداً. حين هبت الرياح ظننت أني سأقع متشقلبةً على الرمال إلى أسفله! لحسن الحظ، أخذت تدابير الحيطة والحذر. تحولت الرياح لاحقاً إلى عاصفة رملية، لكن بطريقة أو بأخرى كان الأمر عادياً. أعتقد أننا تعودنا على العواصف الرملية ولم يبدو الأمر مزعجاً!

كانت المسؤولة عن السيناريو ودودة لدرجة أنها كانت تسلم علي وتبتسم لي كلما رأتني. نصحتها بأن تغطي أنفها وفمها لتحمي نفسها من أضرار الرياح، فتناولت فوراً منديلاً ولفت نفسها به. ثم جاءت إلي وقالت “هل هذا جيد؟”… فأشرت إليها بنعم رافعةً إبهامي! بعد انتهاء التصوير لليوم، لوحت لي مودعة – كم هي لطيفة :)

إني أنتظر يوم غد بفارغ الصبر لأن هناك تغيير بسيط في موقع التصوير – سنذهب إلى البحر!

اليوم العاشر:
وصلت صباحاً وأصبحت مكينة القهوة في الخارج.هذا أفضل من أجل منع الازدحام. كم هذا مريح! نتعلم كل يوم شيئاً جديداً ونحسّن أداءنا.

اليوم رأيت ماكييراً للمؤثرات الخاصة يلصق شارباً ولحيةً على وجه دمية تشبه الممثل الحقيقي. هذا من أجل الفيلم. الشعر حقيقي اشتراه من أحد المتاجر وقصه ليصل إلى الطول الذي يريده. حين علمت هذا، قرفت كثيراً!

في موقع التصوير اليوم، تمكنت أيضاً من مشاهدة لقطة عامة تم تصويرها من أسفل كثبان رملي، بينما كان فريق التمثيل وعدد كبير من الكومبارس مع الجمال، في الأعلى. للمرة الأولى، سمعت حواراً طويلاً في المشهد. تم الانتهاء من تصوير عدد قليل من المشاهد لأنهم كانوا مضطرين إلى تنسيق الكثير من الأشياء في الوقت ذاته، كالكاميرا، والممثل والجمال! كان الأمر صعباً.

بقيت بعيدة عن موقع التصوير بقدر الامكان لأني كنت أسعل بشدة ولم أرد بأن يقول المخرج – أكشن…… ثم أن أكح أنا. هاهاها!

اليوم التاسع:
أصبح الروتين اليومي متغلغلاً في حياتي، فلا حاجة لتكرار الأمور ذاتها – فأنا أفعل الشيء ذاته كل صباح! التغيير الوحيد اليوم هو أن مكينة إعداد القهوة نُقل من المكان الذي أنا فيه، إلى مكان آخر. وقد أراحني ذلك – و“شكراً” لمن أخذ هذا القرار!

بعد ذلك، تلقيت اتصالاً من بن روبنسون، وهو مدرّب في قسم التعليم بمؤسسة الدوحة للأفلام. حين كنت أهم بالاجابة، تساءلت ما إذا كان يتصل لمجرد الاطمئنان علي، لكن لا… كان في موقع التصوير! خرجت للقائه مع ثلاثة أصدقاء، عمير، جو وجوليوس. كان من الرائع رؤيتهم: كان الأمر أشبه بزيارة عائلية في موقع التصوير! زميلي مهند قال “شعرت أني في بيتي“، وكان محقاً. بعد قليل غادروا إلى موقع التصوير وأنا ذهبت إلى الحاويات لنصب بعض الخيم بمساعدة أربعة عمال وزميلان لي. شعرت بالفخر لأني تمكنت من اكتشاف كيفية نصب هذه الخيم، لأن العمال الذين ساعدوني لم يكونوا قد نصبوا خيمة من قبل. لذا كان الجميع يحاول أن يكتشف طريقة نصبها. كان الأمر مضحكاً!

بعد الانتهاء من هذا، تناولت الغداء مع زمرة مؤسسة الدوحة للأفلام و في موقع التصوير. موقع التصوير اليوم كان ضخماً. كان مليئاً بالجمال الميتة، والأشخاص الاصطناعيين والكثير من الكومبارس. كان الموقع ضخماً! وكان المشهد عبارة عن طائرة تمر والناس يلاحقونها. تمكنت أخيراً من مشاهدة الطائرة المستخدمة في موقع التصوير. رأيتهم يبنونها ويطيرون بها، والآن رأيتهم وهو يستخدمونها في الفيلم! إن رؤية سير العمل مثير للاهتمام كثيراً.

وحين سمح لنا بوطئ موقع التصوير، توجهنا إلى المخيم وبعدها إلى منازلنا.

اليوم الثامن:
وصلت إلى الخيمة ووجدت أن مكينة إعداد القهوة تعمل! لحسن الحظ كان كل شيء طبيعياً ولم تعم الفوضى المكان – كان كل شيء بحدود السيطرة. طقس اليوم لم يكن جيداً أبداً. الرياح شديدة والرمال تتطاير، وكان صوت هبوبها يبدو من داخل الخيمة وكأن إعصاراً قد هبّ في الخارج. أحسست، أنا التي نادراً ما أخرج، بأني مغطّسة بالرمال، فما بالكم بالعاملين في موقع التصوير…يا لحظهم السيء. عادوا جيمعهم وقد بدا عليهم التعب الشديد، والانهاك من العمل في هذا الجو.

أيضاً بسبب الطقس، اضطر المخرج إلى تغيير المشاهد المقرّرة لليوم. يبدو أنهم كانوا ينوون تصوير مشهد الطائرة، لكن الرياح كانت قوية لدرجة أن الطائرة لم تستطع الاقلاع، فاستغل المخرج الطقس لصالحه – فاختار مشهداً فيه عاصفة رملية وصوّره. حتى في حالة الأفلام الضخمة، لا تسير الأمور دائماً كما هو مخطط لها، على الرغم من أن كل شيء يبدو مثالياً. غير أن سرعة البديهة مفيدة جداً في حالات كهذه!

لم أفارق المخيم طوال اليوم، وجاء أحد الممثلين لإعداد القهوة، فجلس لتبادل الحديث معي قليلاً. كنت قد قابلته من قبل وتحدثنا عن حياته وكيف تم اختياره للتمثيل في هذا الفيلم. كان يرغب بمعرفة المزيد عن مؤسسة الدوحة للأفلام ومهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي. وبما أني حضرت المهرجان في نسختيه الأولى والثانية، تمكنت من إعطائه فكرة عنه، وكان هو شديد الاهتمام، ومندهشاً من كثرة ما يجري خلاله.
ذكر لي أنه يخاف من مشاهدة الفيلم الذي يمثل فيه مع الجمهور! يجدر بي القول أنه خجول جداً بالنسبة لرجل في مثل مكانته. وعلى الرغم من أن هذا هو الفيلم الأول له، فإن أداءه رائع. مما رأيته، بدا واضحاً أنه حضّر دوره بشكل جيّد. أتمنى له حظاً موفقاً، وأن يستمر في التمثيل في أفلام عديدة أخرى.

اليوم السابع:
مرالصباح كالمعتاد. لكني قضيت وقتاً طويلاً اليوم في إعداد القهوة، لا أعرف لماذا. لم تسنح لي الفرصة حتى للجلوس وتناول طعام الفطور كالعادة، لكن أظن أن السبب هو ذهاب زميلي مبكراً إلى موقع التصوير. بكل الأحوال، بدأت أكتسب خبرةً كنادلة. وييييييي!

وحين وضبت زاوية إعداد القهوة، ساعدت في تغيير أزياء الدمى. اعتقدت أن الأمر بغاية السهولة، لكني كنت مخطئة… كانت الدمى ثقيلة لدرجة، وكان مجرد حملها وتغيير ملابسها أمراً في غاية الصعوبة! لحسن الحظ، أنقذني الشخص المسؤول حين كنت أعاني مع إحدى الدمى.

في وقت الغداء، تحدثت إلى الشاب الذي يتولى أمر إعداد وثائقي عن الفيلم ومرحلة تصويره. إنه شاب لطيف، على الرغم من أننا اضطررنا لاستخدام لغة الاشارات، بالاضافة إلى بعض الكلمات الانكليزية والفرنسية. ثم انضم إلينا مصوّر الكاميرا الثابتة الذي شرح كيف يتعاون مع المخرج لتصوير المشاهد. أخبرنا أيضاً أنه انتهى لتوه من تصوير آخر أفلام وودي ألن. رائع!

بعد الغداء، ذهبت إلى موقع التصوير وانضممت إلى العديد من الأشخاص، منهم بعض الممثلين والمسؤولين عن الملابس، والذين يصنعون الرصاص والبنادق وأشياء أخرى. حتى أني تصورت مع أحد الشبان الذي كان يحمل بندقية. لم يفهم ما أقوله ولم أفهم ما يقوله، لكن الموقف كان طريفاً، حين سحب بندقيته، وأفرغ الرصاصات، ولفها حول عنقي، ثم أخذ كاميرتي وصورني! هاها.. كان ذلك مضحكاً. لم أظهر كاملةً في الصورة لأنه ركز على البندقية وليس أنا بالطبع. ها ها… لكني مع ذلك، أحببت الصورة.

شاهدت تصوير بعض المشاهد والمؤثرات الخاصة، كاندلاع الرصاص وشاهدت الممثلين وهم يركضون هاربين من رصاص البنادق. بشكل عام، كان موقع التصوير مثيراً للاهتمام اليوم، وتم تصوير العديد من المشاهد المميزة. إحدى المساعدات شرحت لنا ماهية عملها، فقالت إنها تتابع المشاهد التي يتم تصويرها، والتوقيت والبكرات. لكنها لم تكمل حديثها، فقد اضطررنا لأن نتوقف عن الكلام… سكوت لو سمحتم (بالفرنسية!!) ها ها… سنكمل حديثنا في الأيام القادمة.

حين عدنا إلى المخيلم، أوبسسس…وجدنا أن مكينة القهوة بها مشكلة. أتساءل ما الذي سيحدث صباح الغد.

اليوم السادس:
إنه اليوم الأول بعد توضيب زاوية القهوة، فكان الصخب أقل. حال وصولي، بدأت بصنع القهوة والشاي للموجودين. انشغلت بالتنظيف والتوضيب في الفترة الصباحية حتى بعد الظهر، وساعدت في إعداد القهوة وتفقّد دورات المياه- ما إذا تم تنظيفها، وما إذا كان مخزونها من المياه كافياً، وما إذا تم تفريغ مياه المجاري. بعد الغداء، ذهبت إلى موقع التصوير، وهذه المرة كان مختلفاً قليلاً عن السابق. رأيت أن المكان قد مُلئ بالحجارة وصخور ضخمة. وتمكنت من رؤية كيف كان المخرج يشرح المشهد للمثلين وفريق التصوير. لم أكن أسمعه بشكل جيد بسبب شدة الرياح، ولم أستطع الاقتراب أكثر. وحالما انتهى من شرح المشهد، رأيت كيف تجمعوا وتدربوا عليه. تمكنت من مشاهدة المحاولة التصويرية الأولى للمشهد. رائع!

مرة أخرى توجهنا إلى المخيم لشحن البطاريات وبعدها الروتين الليلي ذاته!

اليوم الخامس:
بدأ الشباب يتجادلون في الصباح الباكر وهم يتناولون القهوة، في المكان المخصّص لصنع القهوة. ثم قررنا: يُمنع منعاً باتاً إحداث الجلبة كل صباح في هذا المكان، حيث يصارع الجميع لإعداد القهوة لأنفسهم، فقمنا بإعادة تنظيم الطاولات بحيث سوّرنا المكان ولم يعد ممكناً أن يتواجد فيه سوى شخص واحد ليعد القهوة لنفسه وللآخرين! ثم ذهبنا إلى موقع التصوير لتناول طعام الغداء – كان الأمر مضحكاً لأنه، وبينما كنا نأكل، بدأت الخيمة تتطاير مع الرياح، وبما أننا كنا آخر الجالسين هناك، اضطررنا لترك طعامنا وهرع كل واحد منا للامساك بالخيمة والتعلّق بها، لمنعها بأوزاننا من الافلات. كان ذلك حين كان المخرج جالساً يتناول غداءه! نظر المخرج إلى الغيوم وقال شيئاً بالفرنسية لا بد وأنه كان مضحكاً، لأن مظهره بدا طريفاً وأضحك الموجودين.

توجهت مرة أخرى إلى المخيم، وتسنّى لي أن أتحدث إلى ماكيير المؤثرات الخاصة مرة أخرى. هذه المرة شاهدته وهو يصنع الشفاه المتشققة. وكان هناك أحد الشبان الذين يصنعون الجمال الاصطناعية، وكان يتناول قطع لحم جمال حقيقية هذه المرة، كالأرجل والصدر، ويخطيها بالجلد الاصطناعي! كان من الممتع مشاهدته وهو يعمل فتطوعت للمساعدة قليلاً… وهذه المرة سمحوا لي بذلك!

بعد إنهاء التصوير لليوم، انتظرنا السيارات التي ستقلنا إلى بيوتنا!

اليوم الرابع:
إنه اليوم الأول الذي أبقى فيه في المخيم ولا أذهب إلى موقع التصوير! اهتممت ببعض الأمور الخاصة بالمخيم وكان عليّ التأكد من أن الجميع يقوم بعمله، كما انتظرت وصول المسؤولين عن تأمين المياه وأمور مماثلة. كما ساعدت في تقديم الطعام لأن الطقس لم يسمح بتناوله في موقع التصوير، فانتقل الجميع إلى المخيّم حيث وضعت الجمال. عملية التنظيف بعد ذلك كانت شاقة!

اليوم الثالث:
اليوم كان علينا الحضور مبكراً، لذا انطلقنا من الدوحة الساعة الخامسة صباحاً، وهذا يعني أننا استيقظنا الساعة الثالثة والنصف فجراً. في الحقيقة، أكاد أغفو وأنا أكتب هذه المدونة. في الصباح قمت بتوضيب وتنظيف الطاولة، وبعض الأعمال التنظيفية الأخرى. بعد ذلك، ذهبت لوضع إشارات الطريق الحمراء بدءاً بالمخيم وصولاً إلى سيلاين ورجوعاً، ثم عدت إلى سيلاين لإحضار بعض الكراسي.

بعد ذلك ذهبت إلى موقع التصوير. تمكنت من مشاهدة تصوير مشهد، وكانت المرة الأولى التي أرى فيها استخدام الجمال الاصطناعية. بدت حقيقية جداً! كان يتم تصوير مشهد أكشن، وبدت الفتاة المسؤولة عن تلك الحيوانات الاصطناعية سعيدة، لأن المشهد تم بشكل جيد. جاءت إليّ وسألتني بحماس إن كنت شاهدت المشهد وهو يتم بشكل ممتاز. كم هي لطيفة، أعجبتني رؤية مدى اهتمامها بعملها. ثم شاهدت تصوير مشهدين آخرين وتحدثت إلى وحيد، أحد المنتجين في مؤسسة الدوحة للأفلام. وشرح لي كيفية كتابة القصة والسيناريو.

بعدها عاد الروتين ذاته! انتظار أحدهم ليقلّنا إلى المخيّم، ثم آخر ليقلّنا من المخيّم إلى الدوحة، ومن ثم من الدوحة إلى البيت. حين عدت إلى البيت كانت الساعة الثامنة والنصف مساءً.

غداً أيضاً سنبدأ باكراً، لكن لن أجعل الأمر يفوتني مهما كانت الأسباب : )

اليوم الثاني:
البداية الصباحية ذاتها، لكن برودة الطقس كانت أشد من البارحة. ذهبت إلى مركز المخيّم ولم أجد سوى عمليات توضيب وتنظيف جارية. ثم ذهبت إلى موقع التصوير لبعض الوقت، وكان الطقس حاراً هناك فاضررت أن أخلع بعضاً من الثياب الاضافية عليّ. حين عدت من موقع التصوير، ذهبت لرؤية ماكيير المؤثرات الخاصة، وهو ياباني يعيش في باريس. فشرح لي نوعية المؤثرات التي يعمل عليها الآن والتي ابتكرها سابقاً. تمكنت من رؤية بعض الآذان المقطّعة والندبات والجروح التي كان وضعها على وجه أحد الممثلين. كان الحديث مثيراً للاهتمام، إنه شخص لطيف آخر ألتقيه هنا.

اليوم الأول:

اليوم الأول لي في موقع تصوير فيلم الذهب الأسود كان أيضاً اليوم الأول لي في موقع تصوير فيلم روائي! أنا سعيدة بكوني جزءاً من كل هذا حتى لو كان عبر دور صغير كمساعدة إنتاج. كان من الغريب أن أرى عشرة جمال ميتة على الأرض وهي تبدو حقيقية. لكن في داخلي عرفت أنها قد لا تكون حقيقية, حتى استجمعت شجاعتي ولمستها.. ها ها… اصطناعية! لكنها تبدو حقيقية!

بعد أن وضبت الطاولة ونظفت بعض الأغراض، جاء مدير الموقع وسأل إن كنا نحب أن نزور موقع التصوير. حسنا… من كان ليقول “لا“؟! فأخذنا إلى الموقع، في البدء خفت أن أتحدث إلى الموجودين هناك وأنا لا أتكلم العربية ولا الفرنسية، فقط الانكليزية! لكنه كان لطيفاً وأخذني في جولة في المكان وأخيراً انتهى بي الأمر إلى تبادل أطراف الحديث مع مساعدة الوحدة الثانية، هنى. إنها لطيفة جداً. سألتها كم عدد المشاهد التي يتم تصويرها يومياً، فقالت بأن ذلك يختلف، فالتصوير خارج قطر كان يبلغ 15 إلى 20 مشهد يومياً، أما في قطر فإنه لا يتعدى التسعة أو الثمانية.

لكن بالنسبة لموقع تصوير بهذه الضخامة، مع أكثر من ثلاثين جملاً وأكثر من 50 ممثل… أظن بأن ثمانية وتسعة مشاهد كافية. :) لم يتسنّ لي سوى رؤية تصوير مشهدين طوال فترة وجودي في الموقع. فكل مشهد بحاجة إلى ساعة من التحضير.. ففريق الممثلين كبير جداً من ضمنه جمال ودبابات! الكل هناك كان يكافح تطاير الرمال التي كانت تملئ بطوننا باستمرار أو تدمع عيوننا. قسم المؤثرات الفنية هو القسم الذي يصنع الجمال والأشخاص الاصطناعيون والدماء وما إلى ذلك. جاؤوا وبدؤوا بإلباس ثمانية أشخاص اصطناعيين لأخذها إلى موقع التصوير. كان من الرائع رؤيتهم يعملون – للأسف لم أتمكن من مساعدتهم، لكن غداً سأحاول أن أطلب منهم الاذن بأن يسمحوا لي بمساعدتهم. بأية حال لم أقف شاغرة الأيدي فقد قمت بما أحسنه وهو التصوير!!! لا أطيق صبراً أن أنشر الصور لاحقاً على الانترنت :)

blog comments powered by Disqus