المدوّنة

العودة الى القائمة

الدراما العربية على الانترنت "شنكبوت" يفوز بالايمي

07 أبريل 2011

بقلم عروبة حسين، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

لقد “شنكبوا حفل الايمي”!! (هكذا يحبون قولها على طريقتهم الخاصة!) وإن كانت هذه العبارة لم تعن لكم شيئاً، فالأجدر أن تشاهدوا حلقات “شنكبوت” على موقع www.shankaboot.com لكي تدور لكم الفكرة.

فلقد أشعلوا، ولقد هزّوا حفل جوائز الايمي الرقمية العالمية! لقد ربحوا الجائزة!

شنكبوت، إنتاج لبناني هو الدراما العربية الأولى على الانترنت التي تفوز بجائزة عالمية مرموقة.

في 22 فبراير، تم إعلان مرشحين من ثماني دول تنافست في الحفل السادس لجوائز الايمي الرقمية العالمية، من ضمنها البرازيل، كنده، لبنان، هولنده، نيوزيلنده، النرويج، تركيا وبريطانيا. وقد حصر العدد باثنتي عشر مرشحاً في ثلاث فئات، البرامج الرقمية: أطفال؛ البرامج الرقمية: الروائية، والبرامج الرقمية: غير الروائية. وكانت هي المرة الأولى التي يترشح فيها برامج من لبنان وتركيا. وقد تنافس شنكبوت في فئة “البرامج الرقمية: الروائية” وفاز بالجائزة الأولى في الليلة الافتتاحية لل MIPTV في كان، فرنسا في 4 أبريل.

شنكبوت هو دراما عربية تفاعلية من إنتاج شركة بطوطة فيلم بدعم من صندوق الانماء العالمي التابع للبي بي سي العالمية. تنطلق فكرته من الرغبة بإيجاد وسيلة لعرض المشاكل الاجتماعية التي غالبا ما يتم التغاضي عنها في وسائل الإعلام العربية. والهدف من المشروع هو تقديم هذه القضايا الاجتماعية من منظور جديد وموجه، وتحفيز تبادل الآراء بين الشباب في جميع أنحاء المنطقة.

يأخذنا شنكبوت إلى شوارع بيروت المعاصرة، مصوّراً سليمان البالغ من العمر 15 عاماً، المشهور بكونه يعمل في خدمة التوصيل، والذي يكافح للتغلب على صعوبات الحياة من دون عائلة. إنه مسلسل تظهر فيه الشخصيات على طبيعتها، كأن ترى حب الشباب على جبهة البطل سليمان، وتستمع فيه إلى لغة الشارع البسيطة. إنه ليس مسلسلاً تحدث فيه النهايات السعيدة والمبالغات التي اعتدنا عليها في التلفزيون والسينما.

إليكم مثلاً خيبة الأمر الكبيرة هذه: يعيش سليمان حياته بحثاً عن والدته التي اختفت في ظروف غامضة في طفولته. وحين يعثر، بمحض الصدفة، على صورة لها في بيت زبونته لينا، يضعه شريط ذكرياته في مواجهة مع الحقيقة المرة. تخبره لينا أن المرأة التي في صورة هي أم مهملة، ماتت منذ وقت طويل، بعد أن تركت عائلتها لتصبح مراسلة حرب. ومن بين المقالات العديدة التي تحتفظ بها لينا لأمها، يجد سليمان مقالاً عليه صورته وهو طفل يحمل حفنة من الورود. أما عنوان المقال فهو “وداعاً، سليمان بائع الزهور”!

وتدفع الصورة بسليمان ليتذكر أن هذه المرأة كانت مجرد شخص عابر، التقى بها مرات عديدة من وقت لآخر، حين كان يجوب الشوارع ليبيع الورود. كانت لطيفة، لكنها لم تكن أمه. ولا بد أن صغر سنه ومعاناته من الفقد في هذه السن المبكرة، قد تسبب له ببعض التشويش والالتباس. هكذا، وبعد العديد من المشاهد لسليمان الطفل وهو يستمتع بحب أم وعناقها والايس كريم الذي تشتريه له، نكتشف أنه كان صبياً يتيماً ومشوشاً، وقع في غرام الشعور بأن يكون له أم، لدرجة أنه ابتكر في خياله ذكرياتٍ لأم لم تكن يوماً موجودة.

هذه عناصر رائعة لمسلسل اجتماعي حول الناس الحقيقيين، الذين يعيشون في بيروت المعاصرة والصاخبة. إنه مسلسل يشجع بامتياز على الانصهار الوطني، ويهدف إلى المباعدة ما بين الشعب وتلك العناصر التي تحاول جره بالقوة إلى نزاعات مذهبية متكررة وانعدام الاستقرار السياسي. إنه مسلسل يدين الانقسامات الاجتماعية، ويشجع الناس على الاتحاد تحت راية المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يجب أن تكون هي رابطهم الأقوى. شنكبوت هو فعلاً مشروع توحيد وطني ولو لم يفصح عن ذلك المسؤولين عنه بصراحة، وقد نجح في مهمته حتى الآن نجاحاً باهراً. يكفي النظر إلى التعليقات في منتدياته التفاعلية، لكي يلاحظ المرء أن لا أثر لأي جدال سياسي ولا كلمات نابية ولا ردود مستفزة.

وقد كانت أتيحت الفرصة لمؤسسة الدوحة للأفلام للحديث مع المنتجة كاتيا صالح، في بيروت، قبل إعلان نتائج الايمي بأيام معدودة. قالت بكل صراحة “لا نتوقع الفوز أبداً”. ثم أضافت “لكن حتى لو لم نفز، سنعود من كان مع ميداليات المرشحين. فالترشح للايمي هو أمر ضخم بحد ذاته”.

وقد فازوا بالجائزة فعلاً.

blog comments powered by Disqus