المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: بول

31 مارس 2011

بقلم ريم صالح، وسائل الاعلام الجديد بمؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: بول
العام: 2011
إخراج: غريغ موتولا
بطولة: سايمون بيغ، نيك فروست وسيث روجن (صوت بول)
النوع: نخبوي، عالمي، خيال علمي وفانتازيا، كوميديا
التصنيف: يحتوي على عبارات نابية، وإيحاءات جنسية ومخدرات.

كلايف غولينغز (نيك فروست) وغريمي ويلي (سايمون بيغ)، بريطانيان شغوفان بالخيال العلمي، يسافران إلى أميركا للمرة الأولى. كلايف يعمل كاتباً كوميدياً، وغرايمي يعمل رساماً، وكلاهما يحلم بزيارة المنطفة 51، وهي مركز كل ما يتعلق بالصحون الطائرة، لأنهما يؤمنان بكل ما هو من خارج الأرض. يقودهما شغفهما وهوسهما بالخيال العلمي إلى اللقاء صدفةً ببول (بصوت سيث روجن)، مخلوق فضائي واقع في ورطة ويطلب مساعدتهما. وابتداءً من هذه اللحظة، تتحول عطلتهما إلى مغامرة العمر!

الفيلم مضحك جداً. فبدايةً، إحضار بريطانييْن مهووسيْن بالخيال العلمي ووضعهما على متن طائرة متجهة إلى أميركا، يعني أن الكوميديا بدأت، فما بالك مع وجود مخلوق فضائي.

إن بطلا الفيلم، سايمون بيغ ونيك فروست هما صديقان حميمان في الحقيقة ويعملان غالباً مع بعضهما في أفلام قصيرة مثل “خطر! 50،000 مومياء!“، بالاضافة إلى أفلام روائية طويلة كأفلام “شون الأموات” و“هوت فاز“، بالاضافة إلى المسلسل التلفزيوني “سبايسد”. الفرق الوحيد بين هذه الأعمال و“بول” هو أنهما تركا بريطانيا سعياً وراء التجربة الأميركية والجمهور الأوسع.

فقد كتبا الفيلم سوياً، ومثلا فيه سوياً. ويظهر ضعفهما تجاه الخيال العلمي والأفلام أمثال “إي تي” و“ستار وورز بوضوح- فعلى سبيل المثال، في السيناريو الذي ألفاه، يجعلان بول يقول إنه كان من اقترح قصة “إي تي” على المخرج ستيفان سبيلبيرغ. هذا، برأيي، هو تحويل الفيلم من عمل عادس إلى عمل فني عبقري.

بعبارة أخرى، شعرت أن الفيلم برمّته، هو تحية كوميدية لكل المخرجين الكبار الذين أنتجوا أفلام الخيال العلمي التي ربينا عليها، وأغنت خيالنا، ولكل المعجبين الذين تأثروا بسحر هذه الأفلام.

ويبدو هذا جلياً في التفاني الكبير الذي يضعه كل من بيغ وفروست في الفيلم. إنهما يملكان الكثير من الجاذبية، على الرغم من تفاوت حجميهما وشخصيتيهما، وهما سوياً، يؤلفان ثنائياً رائعاً. أما الكوميديا فهي تعتمد بشكل رئيسي على اللغة المستخدمة، وعلى سوء الفهم الناتج عن اختلاف اللهجات بالاضافة إلى الكثير من النكات والظروف الغريبة. كل تلك العناصر مجموعةً، تجعلك تشعر بالرغبة في الجلوس معهم في تلك الحافلة، للحصول على أكبر قدر من المتعة.

وبول، دون شك، هو مخلوق فضائي، يرغب كل شخص بأن يكون صديقاً له. إنه مضحك، ظريف، ، يحب المرح والمقالب، ولديه الصوت الرائع للممثل سيث روجن. بالمجمل، الشخصيات كلها واضحة تماماً، ومؤداة بطريقة رائعة.

لو عاد لي أمر تصنيفه، لمنحته 6.5/10 – إنه ليس فيلماً “لامعاً“، لكنه ومع ذلك ينجح في أخذك بعيداً إلى خارج هذه الكرة الأرضية لبعض الوقت.

فلتكن تجربتكم السينمائية رائعة مع فيلم “بول“، وأنا بانتظار تعليقاتكم- لكن انتبهوا إلى كونه مصنف ضمن دائرة احتوائه على إيحاءات جنسية والمخدرات، قبل ذهابكم لحضوره!

video#1

blog comments powered by Disqus