المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: فيلم ريو

07 أبريل 2011

بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد بمؤسسة الدوحة للأفلام

ريو (2011)
إخراج: كارلوس سالدانها
بطولة: جيسي آيزنبورغ، آن هاثاواي وجورج لوبيز
النوع: حركة ومغامرة، رسوم متحركة، عائلة وأطفال، كوميديا

لا بد وأن مخرج فيلم عصر الجليد كارلوس سالدانها، فخور بكونه برازيلي قام بإحماء الشاشة الكبيرة بمسيرة حافلة بكل هذه الألوان ذات النكهة البرازيلية المحلية. فقد وضع الكثير من الشغف في هذا الفيلم، والذي لا يمكن أن يدركه إلا مواطن برازيلي أصلي.

يدور الفيلم حول قصة بلو (بصوت جيسي آيزنبورغ)، وهو ماكاو بالغ الألفة، يعيش في ولاية مينستوتا الباردة، مع مالكة مكتبة تدعى ليندا (بصوت ليزلي مان). ويمتلك بلو كل شيء يحلم به، يغمره حنان ليندا. حتى أنه اكتسب عادات غريبة على عالم الطيور، متحولاً إلى شخص نجيب يقرأ الكتب ويقول أموراً كـ “نعم. ليس باستطاعتي الطيران، أنقر منقاري، وأبوّل في حمام الطيور من وقت لآخر!”

لكن المخلوقات النادرة أمثاله، لا يمكنها العيش هانئة لوقت طويل من دون إزعاجات؛ فيتم أخذه للعيش مع جول (بصوت آن هاثاواي) والتي هي آخر أنثى باقية من فصيلتها في ريو. وقد تحول لقاؤهما الأول إلى مناوشة بما أن جول مفرطة الحماسة. وقبل أن تتاح لهما فرصة توطيد صداقتهما، يخطف الطائران النادران ويتم ربطهما مع بعضهما البعض. لكن لحظ بلو السيء، هو غير قادر على لعب دور البطل المخلص ويجد نفسه مضطراً لكشف سره الكبير: إنه لم يتعلم يوماً كيفية الطيران.

“ريو” أخيراً نزل في صالات الدوحة. صدر البارحة إلى جانب فيلم “رد رايدينغ هود، 2011”. كان من الصعب الاختيار ما بين فيلم إثارة سيكولوجي، وفيلم رسوم متحركة، وكلاهما نوعان مفضلان في الدوحة. لكن العلامات كلها قادتني نحو الدخول لحضور ريو، بما أن أحداث الفيلم تجري في البرازيل، والشخصية الأساسية بصوت الممثل جيسي آيزنبورغ الذي ترشح لجائزة أوسكار، كما أن البوستر بدا لي مضحكاً.

في الدقائق العشرة الأولى، كان من الصعب علي فصل سوت آيزنبورغ عن شخصيته في فيلم “الشبكة الاجتماعية”. فبعد كل شيء، هناك الكثير من أوجه الشبه: فكلاهما يتمتعان بصفات خاصة، وصفات التلميذ النجيب وبالمبالغة. لكن بعد ذلك، يتوحد “بلو” وجيسي في كيان واحد لطير عالق في غابات ريو مع محبوبته.

ويعرض الفيلم بالأبعاد الثلاثية، (مع النظارات التي لا تركب أبداً على أنفك). لا يعني لي كثيراً عصر الصورة ذات الأبعاد الثلاثية، لكني أعترف أن الشعور الذي يتولد لديك أثناء مشاهد الطيران، رائع. (ويوجد الكثير من الطيران في الفيلم). يشبه قليلاً الشعور بالاثارة الذي يتولد أثناء حضورك فيلم “أفاتار”. تحلق معهم عالياً إلى حيث باستطاعتك رؤية المناظر الرائعة من “وجهة نظر الطير” ، على الرغم من أن لا جديد فيها، فهي نسخة عن خلفيات مصورة نعرفها جيداً عبر الصور السياحية.

ثم هناك الموسيقى والألوان. لن تستطيع حتماً مقاومة ايقاعات السامبا البرازيلية التي ستأجج فيك الرغبة بالرقص. ستشعر أيضاً وكأنك تعوم في حوض من الألوان الزاهية الطبيعية وتلك التي تراها في كارنفال ريو (وهذه ميزة أخرى لتقنية الأبعاد الثلاثية في هذا الفيلم).

بالاضافة إلى كل هذه العناصر في هذا الفيلم، هناك الحب. ويبدو الأمر رومانسياً ومثيراً للضحك حين يتعارك كل من بلو وجول ثم يبدأ أصدقاؤهما مباشرة بتأمين أجواء رومانسية لهما؛ فعلى الرغم من كل شيء، يجب أن ينقذا جنسهما من الانقراض. إحدى هذه المشاهد يشبه كثيراً مشهد أغنية قبّل الفتاة في فيلم ديزني الشهير لعام 1989 “الحورية الصغيرة”.

نعم ستستمتعون بمشاهدة “ريو“، أضمن لكم ذلك. إنه فيلم رائع للعائلة في نهاية الأسبوع، فيه درس جيد نتعلمه عن الفصائل المنقرضة. والآن وقد أصبحتم تعلمون أن السامبا والألوان الزاهية والشمس وريو دي جنيرو موجودة كلها في الفيلم (بالاضافة إلى مبتكري فيلم عصر الجليد)… إذاً فقد تكونت لديكم فكرة جيدة عما ينتظركم في الفيلم. سترغبون بتبني طائر ماكاو والذهاب إلى البرازيل في عطلتكم القادمة!!!

video#1

blog comments powered by Disqus