المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: سبيل 2010

24 فبراير 2011

للترجمة العربية اضغط على

Emirati director, Khalid Al-Mahmood on his film 'Sabeel'

بقلم ريم صالح، قسم وسائل الاعلام الجديدة، مؤسسة الدوحة للأفلام

المخرج: خالد المحمود
البلد: الامارات العربية المتحدة
النوع: دراما
الممثلون: حسن المرزوقي، حسين محمود، رزيقة الطارش
المدة: 20 دقيقة

يعيش شابان عالياً في الجبال، بعيداً عن المدينة. كل صباح، يخرجان إلى قارعة الطريق لبيع الخضار التي يزرعانها. وفيما تمر السيارات، جلّ ما يتمنيانه أن يكسبا بعض المال لشراء الدواء لجدتهم المريضة.

مشاهد عامة، طرقات متعرّجة مؤدية إلى جبال وعرة، وصبيّان: تذكرنا هذه العناصر بالمخرج السينمائي الايراني المعروف عباس كياروستامي. فالجبال تفصح، أكثر من الشخصيات، عن مدى العزلة والتقلبات غير المتوقعة.

قد تبدو القصة بحد ذاتها مبتذلة، غالباً ما نراها في السينما الايرانية – فالحصول على الدواء لمداواة شخص يحتضر هو بحد ذاته موضوع قادر على تحريك تعاطف المشاهد- لكن إهمال العناصر الأساسية، كالحوار والمكان، يضيفان مقاربةً سينمائية وكونية على الفيلم. نعرف حينها، أن مخرجاً صاعداً يحاول أن يستخدم مواهبه لبلوغ أو الارتقاء إلى المرحلة الثانية، تحديداً إلى ساحة المنافسة العالمية.

الانتظام والتكرار هما عنصران أساسيان في الفيلم، إذ يبعث الذهاب من وإلى قارعة الطريق كل يوم الأمل عبر لحظات من الترقّب. يجعلك ذلك تتأمل في الفيلم وفي هذين الشابين: ماذا سيحصل لجدتهما وقد انتهى الدواء؟ كيف سيتمكنان من بيع الخضار وقد تعطّلت دراجتهما النارية؟ يبرز كل ذلك حجم سوء الحظ، أمام المصير المجهول.

يمكن القول إن أي وجود لوجهة نظر، يغيب عن الفيلم، كما تؤدي بك المشاهد الثابتة التي تسمح بدخول وخروج الشخصيات، للاعتقاد أو عدمه بوجود حبكة ما. لا تعرف أسميهما، أو من أين هما. نادراً ما يظهر الشابان أي تعبير، لكن قصة الفيلم التي يتم إخبارها عبر مشاهد من الصمت وغياب الحوار، تبرهن أنه ليس هناك الشيء الكثير للابلاغ عنه.

وتشعرنا الطريق الطويلة التي يقف عليها الشابان، بالبعد الحسّي عنهما، تاركةً لنا خيار تصوّر مصيريْهما. ثم وبعد إدراكنا أننا قد نكون من بين الناس الذين يمرون بسياراتهم دون الالتفات إليهما، يتكوّن لدينا شعورٌ بالذنب الذي يحدث تغييراً أبدياً لنظرتنا إلى الطرقات.

وتساعد الموسيقى التصويرية الرائعة، من تأليف طاهر عجمي، والتي ترافق كل من بداية ونهاية الفيلم ولا تستخدم أثناءه، المشاهد على أن تفصح عن معانيها دون أية إضافات أخرى مساعدة.

المشهد الأخير هو الأكثر غموضاً. فمهما بدت الحبكة متوقعة، فهي ستسبب لك بعض التعاسة وتدفعك للتفكير، لوقت طويل بعد انتهاء الفيلم، بواقع الحياة المرير.

وعلى الرغم من وقوعه تحت تأثير الصور الشاعرية ونوع الحبكة التي تحدث أثناء رحلة ما، ينجح الفيلم في ابتكار هوية فريدة من نوعها، تم توظيفها بشكل باهر. دون شك، مشاهدة هذا الفيلم أمر ممتع جداً.

بقلم ريم صالح

blog comments powered by Disqus