المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: بديل الشيطان (2011)

10 مارس 2011

بقلم باتريسيا دوناهيو، منسقة العمليات والتنظيم بمؤسسة الدوحة للأفلام

المخرج: لي تاماهوري
النوع: حركة، سيرة حياة، دراما
بطولة: دومينيك كوبر، لوديفين سانييه، رعد راوي
السنة: 2011

يحكي فيلم “بديل الشيطان” المقتبس عن كتاب وقصة حقيقية، قصة لطيف يحي، الرجل الذي، ولسوء حظه، يشبه الابن المشهور والمجنون لصدام حسين، عدي. وبعد أن أجبر على أن يصبح بديل عدي، يجد نفسه مضطراً لترك حياته الماضية وراءه، ليصبح من أكثر الرجال إثارةً للرعب في تاريخ الشرق الأوسط.

لا خيار آخر أمام لطيف. إذا لم يدّعِ أنه عديّ تموت عائلته. وبما أن عدي الحقيقي المجنون والمتعطش للسلطة، يريد أن يصير كوالده وأن يكون لديه شبهاء به ليتم اغتيالهم بدلاً منه، بالاضافة إلى نسخة عن غروره المتضخم ليرافقه في كل مكان يذهب إليه، لا يعود هناك مجال للتراجع. ما يريده عدي، يحصل عليه. ويظهر ذلك مراراً وتكراراً، كما تتجلى أمامنا السلطة المطلقة في الفيلم، التي لا تنتهي أبداً بعواقب وخيمة.

بالتأكيد الكتاب أفضل.

الآن صرت أعرف أن الكتب عادةً ما تكون أفضل من الأفلام المقتبسة عنها، لكن في حالة هذا الفيلم، لا يمكنني التعبير بشكل كافٍ عن مدى إيماني بهذه الحقيقة. الكتاب أفضل. ليس أن الكتاب كلاسيكي أو مكتوب بطريقة استثنائية. لكن الفيلم أخطأ الهدف فحسب.

ومع أنه يستحق المشاهدة لأنه مسلّ، فإن الأمر لا يتعدى كونه مسلياً. ما أحببته في الكتاب هو معرفتي بما اضطر لطيف أن يمر به ليصبح ويبقى عدي. يظهر هذا في الفيلم، لكن ليس بجودة وضوحه في الكتاب. بدا الفيلم أنه مهتم فقط بإظهار جنون عدي، أكثر من اهتمامه بالطرف الأكثر جاذبية من القصة – وهو لطيف.

في الفيلم، ترى عدي بعيني لطيف والتحول الذي يطرأ على شكله. ترى أن لطيف لا يتقبل فعلياً دوره الجديد كأحد أبناء صدام. لكن ترى بشكل أكبر شرور عدي، وتقلباته، وأعماله المجنونة غير المتوقعة.

الكتاب يخوض اكثر في التفاصيل حول عملية التحول؛ وحول حالة لطيف النفسية. يخضع لعملية تجميل ويضع أسناناً اصطناعية. يشاهد ساعات وساعات من أشرطة التعذيب. دائماً ما يتم اختباره في ظروف حياة أو موت، للتأكيد ما إذا كان الناس يصدقون أنه ابن صدام أم لا. يحبه رجل مخيف جداً، ولكنه ينظر إليه بدونية في الوقت عينه. إنه يظهر مراقباً خارجياً في الداخل، موجود دون أن يكون فعلياً جزءاً من كل ذلك. والأهم، يدفعك الكتاب لأن تدرك مدى بؤس لطيف… إلى الأبد.

ومع أني أقدّر مهارات دومينيك كوبر في لعب دور عدي وصدام؛ فإني وجدت أن لعبه دور الشخصيتين وجعلهما تبدوان وكأن ممثلان مختلفان يلعبان الدورين، لا نكهة له. لا تسيؤوا فهمي، لم أكره الفيلم. إنه مسلّ وسهل المشاهدة إن كنتم قادرين على تحمّل الكثير من مشاهد العنف وترغبون بتكوين فكرة عن حياة آل حسين. ولكن إن كان المقطع المفضّل لدي في الفيلم هو مشاهدة سيارتي المرسيدس السوداوين الكلاسيكيتين لصدام، تسيران بسرعة في الشوارع في مشهد يشبه استعراض رقص الباليه، فإن هذا دليل على أن الفيلم ليس
على هذا القدر من الأهمية.

blog comments powered by Disqus