المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: الطقوس (2011)

03 مارس 2011

بقلم ريم صالح، من قسم الاعلام الجديد بمؤسسة الدوحة للأفلام

المخرج: مايكل هافستروم
بطولة: كولين أوداناهيو، أنطوني هوبكينز، شارون هيندز
النوع: دراما، رعب، إثارة

مايكل كوفاك (كولين أوداناهيو) هو ابن متعهد دفن موتى كاثوليكي (روتغر هوير)، يقرر أن يترك معهد تعليم اللاهوت بسبب ايمانه الضعيف. فيبعث باستقالته إلى مدير والده ماثيو (توبي جونز). على إثر ذلك، ينصحه ماثيو بأن يأخذ حصة طرد الشياطين في روما قبل أن يحسم قراره. وهناك يلتقي أحد أبرز طاردي الشياطين، الأب لوكاس ترفنت (أنطوني هوبكينز)، الذي يتميز “بطرقه غير التقليدية”.

يجدر القول إن الفيلم تثقيفي بشكل عالٍ. فالشخصية التي يلعبها كولين أوداناهيو هي شخصية طالب متشكك، تنتابه الشكوك باستمرار، بينما يقود المنطق العلمي إلى حوارات مستمرة حول العلم والدين. كما يبعث الفيلم برسالة واضحة، لإلغاء أي تشابه بينه وبين فيلم “طارد الشياطين” عام 1974، حين يسأل الأب لوكاس مايكل قائلاً: “ما الذي تتوقعه؟ رؤوس تدور؟ حساء البازيلاء؟”.

هناك العديد من الرموز السينمائية المستخدمة في الفيلم لإحلال الترابط، والأمطار هي أبرزها. فالأمطار تهطل تقريباً طوال الوقت: ارتباطاً بوجود الشيطان، أو بالشعور أن حدثاً سيئاً سيحدث. والشيطان مرتبط بكثير من المرات بوالد مايكل، أو بوالد الشابة المسكونة، بسبب خطيئة أبدية.

وهناك تواجد كلي للشيطان ليس فقط في الضحايا المسكونين، ولكنه يظهر في الهلوسات، وصور غير سوريالية وفي الذكريات. إنها ألغاز نفسية تتجلى في الفيلم، يمكن أن تكون صراعات داخلية غير محلولة. كان يمكن أن يكون الفيلم أكثر إثارة للفضول لو لم نكن مجبرين على الاعتقاد بوجود الشيطان منذ بدايته. لكنا على سجيتنا لتفسير الأمور قبل الايمان المطلق.

من الناحية الأخرى، يكشف الشيطان إشارات مباشرة وشخصية لمايكل، الذي يظل على رفضه الاعتقاد بوجوده، في حين سبق وتم إقناعنا بذلك نحن الجمهور. ويمكن القول إن عناد مايكل يعتبر خطأً في الحبكة، لكن إن كان هذا الخطأ متعمداً، قد يكون تفسيره أن مايكل يرفض وجوده كي يعترف بالحقيقة.

الواضح، أن جمل أنطوني هوبكينز تم تصميمها خصيصاً لتلائمه شخصياً. وما عدا ذلك، لا يمكننا أن نشبع منه. من المبهج رؤيته، في سنه، يلعب دوراً يتطلب قوة جسدية وليونة. كنت أتمنى ألا يكشف المقطع الاعلاني الخاص بالفيلم الكثير عن الأحداث، لأنه ومع تجسيد هوبكينز القوي للشخصية، سيتمكن المشاهد من توقع الكثير من الأحداث الهامة التي لا يمكن الكشف عنها قبل مشاهدة الفيلم.

لكل الذين يتذوقون أفلام الظواهر الخارقة، الفيلم خيار جيد لمشاهدته في عطلة الأسبوع، وهو في الصالات بالدوحة

blog comments powered by Disqus