المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة: ما بعد الأرض

06 يونيو 2013

أعزائي القرّاء، قبل كل شيء، أقول لكم وبضمير مرتاح وصادق، أن مشاهدة فيلم “ما بعد الأرض“، كان تضحيةً كبيرة منا في المؤسسة. نعم، لكتابة تقييمنا السينمائي الأسبوعي، ضحّينا بوقتنا، ونظرنا وراحتنا، لمراجعة فيلم أقل ما يقال عنه أنه مضيعة للوقت.

“ما بعض الأرض” باختصار، عمل من إخراج نايت شيمالان، وبطولة ويل سميث وابنه جايدن. قصته تدور حول جنرال خارق، يأخذ ابنه في رحلة من أجل توطيد علاقتهما. وبعد عاصفة نيازك فضائية، تتحطم مركبتهما ويجدان أنفسهما وحدهما على كوكب غريب.

ما هو هذا الكوكب الغريب؟ إنه كوكب الأرض! في البداية، يبدو الفيلم مشوّقاً، بعد مشاهد من نشرات أخبار، تعلمنا بأن البشر دّمروا الأرض بخلافاتهم، وذهب من تبقى منهم ليعيشوا على كوكب آخر. ثم سرعان ما يتحوّل الفيلم منذ تلك اللحظة وحتى النهاية، ليشبه لعبة فيديو، بامتياز.

وقد قامت جايدا بينكيت سميث، زوجة ويل سميث بإنتاج الفيلم، مما يفسّر السبب الذي دفع بابنهما جايدن، على قلة خبرته ومهارته في التمثيل، لأن يلعب دور البطولة.

ومرة أخرى، يلعب ويل سميث دور قط بسبع أرواح. دائماً هو هكذا في جميع أفلامه. يدفعنا ذلك للتساؤل بيننا وبين أنفسنا: حتى في أفلام الخيال العلمي، يا ليت القيمين على أفلامه يراعون بعض المنطق. في “ما بعد الأرض” وبعد تحطّم المركبة، يعاني من كسر صعب في رجله وإصابات مميتة، لكنه سرعان ما يتدارك نفسه وينجح في ألا يموت.

لا يمكن أيضاً التغاضي عن ضعف السيناريو. أما المؤثرات البصرية فكانت أشبه لفيلم لديزني من إنتاج الثمانينات.

ومع ذلك، لا بد من الاعتراف بأن الفيلم ممتع بعض الشيء. لا يمكن لكل من جلس وتحمّل حتى النهاية أن ينكر ذلك، لا سيما أن العديد رحلوا من الصالة تاركين الفيلم من بدايته.

هناك بعض التفاصيل المذهلة في الفيلم. أولاً أن زوي كرافيتز تحولت إلى امرأة جميلة وبات باستطاعتها التمثيل بشكل أفضل. على الأقل تقديم أداء أفضل من أداء جايدن سميث. ثانياً، الموسيقى التصويرية التي ألفها جايمس نيوتن هاورد، وهو رافق المخرج شيمالان في العديد من أفلامه. ثالثاً البذات التي ارتدتها الشخصيات! فقط لا غير!

في المحصّلة الأخيرة، إنه فيلم مليء بالثغرات. هناك أفلام تحتمل أن نقول عنها إنها جيدة وسيئة في الوقت ذاته. لكن هذا الفيلم لا يقع في خانتها. نقولها وبأعلى الصوت: إنه فيلم سيء، وإذا أردتم الذهاب إلى السينما في عطلة نهاية الأسبوع، شاهدوا أي شيء آخر. شاهدوا مثلاً فيلم “أسطوري”. إنه فيلم جيد بكل معنى الكلمة. أو مثلاً شاهدوا فيلم “أولاد بوزكاشي” في متحف الفن الاسلامي. بإمكانكم الاطلاع على مجموعة من نشاطاتنا الأخرى والاختيار. وإذا كنتم مصرّين على مشاهدة هذا الفيلم بالذات، لكم حرية اختيار إضاعة أوقاتكم. أما نحن فنقترح أن تصطحبوا معكم جهاز التحكّم بالبلاي ستيشن.

blog comments powered by Disqus