انتشرت أقاويل كثيرة عن مشاكل توالت على “حرب الزومبي العالمية” أثناء التصوير. مما جعلنا نترقّب صدوره دون تعليق الكثير من الآمال على نجاحه. قيل مثلاً أن أشكال الزومبي لم تكن قد تقرّرت قبل أسابيع قليلة من بدء التصوير، كما تم إجراء بعض التعديلات على السيناريو من قبل كاتب آخر. حدثت أيضاً عمليات استبعاد واستقدام واستبدال الكثير من أفراد فريق العمل، ولم يكن الوقت كافياً لإنجاز الفيلم.
ذهبت لمشاهدة الفيلم وكل تلك الأفكار في رأسي. في الحقيقة، البداية كانت مبتذلة كثيراً. كأي فيلم زومبي، توالت مشاهد عن الأجواء الهادئة والسعيدة والتي تتحول شيئاً فشيئاً إلى كارثية. نشرات الأخبار تعلن عن داء خطير بدأ في الانتشار، وهكذا دواليك مما اعتدناه في معظم أفلام الزومبي الموجودة في السوق.

أما عن قصة الفيلم، فبطلها جيري لاين (براد بيت) محقّق سابق في الأمم التحدة، تقاعد من عمله من أجل قضاء الوقت مع زوجته وابنتيه. تبدأ الأحداث فجأة أثناء تواجد العائلة في السيارة، وسط ازدحام مدينة فيلادلفيا. ومنذ ذلك الحين، قلّما تتباطئ وتيرة الفيلم.

لكن الملاحظ في هذا الفيلم كثرة العنف الذي تمارسه هذه المخلوقات، بالمقارنة مع باقي أفلام الزومبي. فجميع أفلام الزومبي التي صدرت، أسبلت طابعاً معيناً على تلك المخلوقات. منها ما جعلها مخلوقاتٍ تزحف أو تمشي بتثاقل أو تركض، أو تصدر أصواتاً معيّنة، أو لها درجة معيّنة من الادراك، وطريقة للتخلّص منها. إلا أن مخلوقات حرب الزومبي العالمية، تقوم بكل ذلك في آن. فهي تركض وتقفز وتتسلّق، يحرّكها تصميم عارم على الافتراس. إنها تتجوّل ضمن قطعان كبيرة، وتهجم كالموج العاتي. لكن في حال غياب الفرائس، فهي تتحوّل إلى مشية الزومبي الكلاسيكية، وقد تجلس لترتاح أو حتى لأخذ قيلولة.

وبالطبع يهرب جيري مع عائلته إلى سطح مبنىً، وبالطبع أيضاً هناك الخوف من أن يكون قد أصيب بالعدوى، ولذلك يعتزم التخلص من حياته لحماية عائلته من نفسه. لكن هناك دائماً الأمل بالبقاء والنجاة. إنه فيلم مليء بالزخم والعنف وأحداثه غير متوقعة تماماً، كما أنه يتّسم ببعض الواقعية، وهو خالٍ من المبالغة في الدراما المصنّعة من أجل التأثير في المشاعر السطحية للمشاهد.

أنصح بمشاهدة هذا الفيلم، على الرغم من أن النهاية تأتي بعد ساعتين من التوتّر والرعب المستمرين، لتفاجأنا بسرعتها وسهولتها، وتشعرنا ببعض خيبة الأمل.