المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: قابلنا المخرج ناجي أبونوّار

01 ديسمبر 2014

غدًا سيعرض فيلم “ذيب” في الخامسة والنصف مساءً في عرض السجادة الحمراء خلال مهرجان أجيال السينمائي. قابلنا المخرج ناجي أبونوّار والذي فاز بجائزة أفضل مخرج في قسم آفاق جديدة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: يتميز فيلم “ذيب” بأسلوب عفوي وفي نفس الوقت يعتبر مستلهمًا إلى حد ما من أفلام الغرب الأمريكي، كيف استطعت تنفيذ الفيلم في هذا القالب السينمائي المختلف؟

ناجي أبونوّار: أردت أن أعثر على فكرة تستهويني وتشوّق المشاهدين، ففكرت في إخراج فيلم “بدوي بطابع أفلام الغرب الأمريكي” وراودتني الفكرة منذ 2003 فبدأت في تأليف نص سينمائي لكنه خرج بصورة سيئة! استمرّت الفكرة في بالي إلى أن جاءني باسل غندور بنص لفيلم قصير يدور حول قصة أخوين بدويين وأعجبني جدًا، وقررت أن أكتشف عالم البدو عن قرب.
مؤسسة الدوحة للأفلام: إذًا فقد ذهبت إلى هناك؟

ناجي أبونوّار: نعم، ذهبت إلى وادي رام في جنوب الأردن، حيث تعيش بعض القبائل البدوية واسمتعت إلى قصصهم وتعرّفت على ثقافاتهم وعثرت القصة التي أردت أن أرويها، وكان الجانب المستوحى من أفلام الغرب الأمريكي جزءًا أصيلًا وليس مقحمًا على القصة وشعرت أن الفيلم بدأ يتخذ شكله النهائي بشكل طبيعي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف كانت علاقتك بالبدو قبل الفيلم؟

ناجي: كان لقائي بهم أكثر من رائع وشعرت أن هذه هي السينما التي أريد أن أقدّمها، ولازلت أذكر نصيحة عبد الرحمن سيساكو عندما قابلته في أبوظبي في عام 2010 عندما قال لي أن الأمر الأهم هو أن أتعرّف على البدو عن قرب وألا تكون علاقتي مصطنعة أو مفروضة عليهم، خاصةً أن الكثير منهم لم يكونوا على دراية بالسينما وشعروا بأن الأفلام لا تظهرهم بالصورة المطلوبة، وعندما قرأوا النص وأدركوا القضايا التي يطرحها، زاد اهتمامهم بالفيلم.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كم الوقت الذي استغرقه تنفيذ الفيلم؟

ناجي: قمنا بزيارة مواقع التصوير لعدة أشهر واستمعنا إلى قصص البدو وتعرّفنا عليهم وقابلنا قادتهم لنشرح لهم القصة ونحصل على تصريح للتصوير ثم قمنا بتعيين بعض أعضاء الفريق وقام المنتج المشارك للفيلم أبوجاسر بإنتاج الجزء الخاص بالبدو في الفيلم، ثم بدأنا في اختيار الممثلين من عدة قؤى وعقدنا عدة ورش وعملنا على ديكورات الفيلم واستغرقت عملية ما قبل الإنتاج حوالي شهر.

مؤسسة الدوحة للأفلام: إذًا فقد كوّنت فريق الفيلم من الفئة التي يتحديث عنها الفيلم (البدو).

ناجي: نعم، وقد قيل لي أننا خفضنا معدل البطالة في القرية من 80% إلى 30% وقد بدأت إحدى زعماء القبيلة بإنشاء مصنع لتصميم ديكورات الأفلام فقد كانت تعرف جيدًا طبيعة الحياة في 1916 والإكسسوارات والحقائب التي كان الناس يستخدمونها في هذه الفترة، ثم قررت تعيين سيدات القرية للعمل معها في المصنع.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل تعتبر قصة الفيلم خيالية تمامًا؟

ناجي: تعتبر القصة دقيقة بالمفهوم التاريخي، وأحداثها واقعية وقد تكون قد حدثت بالفعل، كالرجل الإنجليزي الذي يظهر في أحداث الفيلم ومنفذ العمليات ومفجر السكة الجديد وغيرهم فقد أردت أن أبرز شخصيات واقعية تبدو منطقية للمشاهد وأن أظهر انكساراتها ومحاولاها الفاشلة التي قد تكون قد حدثت بالفعل.

مؤسسة الدوحة للأفلام: وهل قمت بالبحث عن أفضل موسيقى تناسب هذه الفترة؟

ناجي: نعم، فقد أعجبت باشعارهم وموسيقاهم وخاصة أغنية البحر الأحمر والتي افتتحت الفيلم، لذا استوحينا الموسيقى من ألحان البدو وكذلك الأشعار.

مؤسسة الفيلم: لا شك أن الفيلم يركز أيضًا على ثقافة بدأت بالاندثار…

ناجي: نعم، فقد اختفى البدو الرحالة والرجال كبار السن في القرية قد يعرفون كيفية تتبع الآثار لكن الممثل الرئيسي لم يكن يعرف الطريقة. عثرنا على رجل مثير للاهتمام في القرية، أطلقوا عليه اسم “شرلوك هولمز” فهو يعرف كيفية اقتفاء آثار الأقدام، وقد أنقذني بنفسه في أحد المرات عندما علقت سيارتي بالرمل!

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل ستعرض الفيلم في القرية التي شارك سكانها في الفيلم؟

ناجي: نعم، انتهينا من إجراءات الرعاية، وعلينا فقط إيجاد الوقت المناسب للقيام بهذه الخطوة. سيُعرض الفيلم في عرض مفتوح في وادي رام وسيكون رائعًا!

blog comments powered by Disqus