بقلم جستين كريمر

في إطار استعداداتنا لإطلاق برنامجنا التعليمي الجديد والمتوقع أن يستمر عاماً كاملاً، فإننا نسعى إلى جلب أحدث تقنيات وأجهزة صناعة الأفلام في العالم ووضعها في متناول طلابنا هنا في الدوحة. هدفنا هو أن يحصل النشء الجديد من صناع الأفلام في قطر على فرصة حقيقية لتعلم أساسيات صناعة الأفلام، بما فيها الإخراج والتصوير والتمثيل، وأخيراً وليس آخراً، فن المونتاج.

في السابق، كانت عملية مونتاج الأفلام مهمة صعبة للغاية قبل أن تولد الثورة الرقمية التي أنتجت برامج الكمبيوتر المتطورة مثل “آفيد” (Avid)، و“فاينل كت برو” (Final Cut Pro).

أتذكر بوضوح كيف كنت أجلس في “مختبر الميديا” في المدرسة الثانوية وأنا أعمل على العجلة الدوارة لآلة المونتاج القديمة (linear editing machine) التي كانت كلفتها آنذاك تضاهي كلفة سيارتي الأولى. وكنت أبذل جهداً كبيراً في تقطيع أفلام الفيديو وقصها محاولاً قدر الإمكان عدم ارتكاب أي أخطاء، إذ أن أي خطأ حينها كان يعني إضاعة ساعات وساعات من العمل والكثير من الصداع والتعب.

أما الآن فالضغط على زر (كوماند+Z) على لوحة المفاتيح يعادل حبة “بندول” سريعة المفعول. لا شيء نهائي، ولا شيء لا يمكن إصلاحه، والفضل في ذلك كله يعود إلى توفر برامج المونتاج الحديثة وغير الخطية (non-linear) مثل (Final Cut Pro). هذا البرنامج رخيص الثمن وسهل الاستخدام للغاية ويمكن أن تجده في أي جهاز كمبيوتر من نوع “ماك بوك برو” تقريباً، فحتى الجدات يستخدمنه لتحضير الصور لحفلات الزفاف، والأمهات والآباء يستخدمونه في مونتاج أفلام الفيديو للخطوات الأولى لأطفالهم لتحميلها على موقع يوتيوب، وكذلك الطلاب المتحمسون بشدة للدخول في عالم الوظائف والأعمال، وحتى كبار السينمائيين أثناء إنتاجهم لأهم أفلام السينما في العالم.

وخير مثال على ذلك هو شهادة أحد أشد المعجبين ببرنامج (Final Cut)، وهو “والتر مرتش” المشهور بخبرته الطويلة في مجال المونتاج مع المخرج الشهير “فرانسس كوبولا“، والذي قال في هذا السياق: “يستخدم هذا البرنامج في مونتاج أبسط أفلام الفيديو المنزلي، وهو نفسه يستخدم في مونتاج أهم الأفلام وأضخمها من حيث الميزانية”. بدأ “والتر مرتش” مسيرته المهنية كفني صوت في أواخر الستينات وسرعان ما شق طريقه إلى القمة ليفوز حتى اليوم بثلاث جوائز أوسكار (جائزة أفضل صوت عن فيلم “القيامة الآن” (Apocalypse Now) عام 1979، وجائزة أفضل صوت وأفضل مونتاج عن فيلم “المريض الإنجليزي” (English Patient) عام 1996.

ومن بين الأعمال الشهيرة التي قام بمونتاجها ثلاثية “العراب” (The Godfather) ، “القيامة الآن” (Apocalypse Now)، “الشبح” (Ghost) ، والفيلم الجديد “الرجل الذئب” (The Wolfman). أما عمله مع برنامج (Final Cut) فيمكن مشاهدته في عدد من الأفلام من بينها “كولد ماونتن” (Cold Mountain) (والذي رشحه لنيل جائزة الأوسكار عن أفضل مونتاج عام 2003)، و“جارهيد” (Jarhead)، و “شباب من دون شباب” (Youth Without Youth)، وفيلم “تيترو” (Tetro) وهو أحدث أعمال المخرج “فرانسس كوبولا”.

وفي هذا السياق، يسرنا في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي، الإعلان عن إطلاق ورشة عمل جديدة لتعليم فن المونتاج على برنامج (Final Cut Pro)، في إطار برنامجنا التعليمي الجديد، وذلك للتعريف بهذا الفن الممتع والشيق.

لمزيد من المعلومات عن ورشة العمل تفضلوا بزيارة الموقع:
www.dohatribecafilm.com/education

كما نوصي بقراءة ما يلي:
“في غمضة عين: رحلة في عالم المونتاج” (In The Blink of an Eye: A perspective on film editing) ، من تأليف “والتر مرتش”.

كما يمكنكم مشاهدة عدد كبير من الأفلام وقراءة عدد من المقالات على موقع شركة أبل: Apple.

بعض الأفلام البارزة التي استخدم في مونتاجها برنامج (Final Cut Pro):
“قواعد الجاذبية” (The Rules of Attraction) عام 2002، “فاجئني” (Supersize Me) عام 2004، “ديناميت نابوليون” (Napolean Dynamite) عام 2004، “العروس الجثة” (Corpse Bride) عام 2005، “رسائل من ايو جيما” (Letters From Iwo Jima) عام 2006، فيلم (300) عام 2007، فيلم “سمبسونز” (Simpsons) عام 2007، فيلم “500 يوماً من أيام الصيف” (500 Days of Summer) عام 2009، فيلم “القضية الحرجة لزر بنجامين” (The Curious Case of Benjamin Button) عام 2009، فيلم “رجل جاد” (A Serious Man) من مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي 2009.