المدوّنة

العودة الى القائمة

هذا هو عمر أميرلاي

26 فبراير 2011

بقلم ريم صالح، قسم وسائل الاعلام الجديدة، مؤسسة الدوحة للأفلام

كان من المستحيل تجنّب وسيلة التعبير الجديدة التي تدعى “السينما”. فأصابتنا العدوى جميعنا. كانت سبيلي لاكتشاف نفسي، واكتشاف الحياة والواقع الذي أعيشه“. هذا مقتطف مما قاله عمر أميرلاي في معرض بريجيت لاكومب بالتعاون مع مؤسسة الدوحة للأفلام “أنا الفيلم” عام 2010.

هذه هي حقيقة عمر أميرلاي، الذي فارق الحياة في 5 فبراير 2011.

المقابلة كاملة مع أميرلاي:

للترجمة العربية اضغط على

Omar Amiralay

هو مخرج سوري، وُلد في لا فيميي في باريس قبل أن يعود إلى سوريا في أوائل السبعينات. عاد إلى بلد يحبه، وتحول حبه إلى آلية انتقاد، سجله عبر عدسته. فرفع صوته وتكلم.

وعلى مدى أربعين عاماً، كانت أفلامه الوثائقية صوتاً مؤازراً لحقوق الانسان وحرية التعبير، ونتج عن ذلك حظر عرض معظمها في سوريا.

هذا هو أميرلاي.

هذا هو عمر أميرلاي، الذي حُذف فيلمه “طوفان في بلاد البعث” عن النظام البعثي السوري من مهرجان قرطاج السينمائي.

إنه أميرلاي الذي طالب بانسحاب سوريا من لبنان، ثم بتوقف الاعتداءات على العمال السوريين في لبنان.

إنه أميرلاي الذي انضم إلى صفوف المثقفين السوريين ضد العمل بقانون الطوارئ.

إنه أميرلاي الذي، وقبل أيام من وفاته، وقّع على عريضة مع العديد من الشخصيات الفاعلة السورية، لدعم المتظاهرين في مصر ضد النظام الحاكم.

لسوء الحظ، لم يعش ليرى أمنياته تصبح حقيقةً.

كل من يشاهد أفلامه يعرف كم كانت موهبته نادرة، وستبقى أعماله مصدر إلهام لأجيال عديدة قادمة. في سينما أميرلاي لا يحدث شيء بالصدفة: كل إطار فيها هو رسالة ورؤيا حقيقية تلتقطها عقولنا ونتعلم منها. وكما قال ألبرت كامو: “كل عمل فني حقيقي هو هدية نقدمها للمستقبل”.

إنه دون شك أحد أهم المخرجين العرب في هذا الزمن: إنه مخرج توصل أعماله شكاوى المظالم، متحملةً عواقب هذا الموقف وما قد يوضع بسببها على المحك.

هذا هو أميرلاي، العالم خسر مخرجاً بالفعل، ومعلماً، وسينمائياً، والأهم من هذا كله، خسر إنساناً لطالما كافح في سبيل القضايا التي يؤمن بها.

هذا هو أميرلاي، وكما تشهد إحدى عناوين أفلامه “وهناك أشياء كثيرة كان يمكن أن يتحدث عنها المرء”.

blog comments powered by Disqus