الصحافة

العودة الى القائمة

خبيرة قمرة تيلدا سوينتون لصناع الأفلام الشباب: ابحثوا عن خلفيات القصص، واهتموا بأداء الممثلين وعززوا من تعاونكم معهم

10 مارس 2018

Download PDF

977 kB

تحميل البي دي أف

الدوحة، قطر، 10 مارس 2018: عقدت خبيرة قمرة السينمائية تيلدا سوينتن، الممثلة العالمية الفائزة بجائزة أوسكار، ندوتها الدراسية في قمرة مساء أمس ضمن فعاليات ملتقى قمرة السينمائي في نسخته الرابعة في الدوحة. وتحدثت سوينتون أمام حشد كبير من صناع الأفلام الواعدين وعشاق الأفلام والجمهور، وتميزت بحضورها العاطفي والآسر وعرضت للجمهور ثلاثة عقود من مسيرتها المهنية الحافلة.

وقالت سوينتون متحدثة عن بداياتها في المجال السينمائي مشيرة إلى شراكتها الأسطورية مع المخرج ديريك جارمان الذي تعاونت معه لأكثر من تسع سنوات إلى حين وفاته: “مسيرتي المهنية تغيرت كثيراً عند لقائي بالمخرج ديريك جارمان. كان مثالاً استثنائياً للفنان السينمائي وكنت بمثابة تلميذته أنا وساندي باول”.

وأضافت متحدثة عن مسيرتها المهنية: “لم أكن أتخيل نفسي ممثلة وأن أظهر على الشاشة، فأنا آتية من خلفية فنية تعنى بالكتابة والفنون، أردت أن أكون كاتبة لا ممثلة”.

ولفتت سوينتون إلى أن ما جذبها إلى مدرسة جارمان هو تعاطيها بالقضايا اليومية المتأثرة بالسياسة، وأنها في العديد من المرات شعرت بالتهميش وأرادت رفع صوتها لتثبت وجودها، ولهذا عملت ضمن مجموعة لإيصال صوتهم من خلال السينما.

وأشادت سوينتون بالدعم الذي يقدمه كل من المجلس الثقافي البريطاني ومؤسسة الدوحة للأفلام إلى صناع الأفلام المستقلين لمدّهم بالقدرة اللازمة على الانطلاق واكتساب الثقة.

تشارك سوينتون حالياً في كتابة فيلم، مع احتمال المشاركة في بطولته، وتقول حول التمثيل: “إنه أسلوب من أساليب كتاباتي. كوني مؤلفة فأنا أكتب لنفسي، ولكن عند صناعة الفيلم فإنه حديث مع الآخرين”. ويبقى السحر الحقيقي بالنسبة لسوينتن: “التمثيل مع صناع أفلام بارعين بالتواصل ومهتمين بحيوية الممثل والعمل معه. فأنا لم أتلقَ تدريباً في التمثيل لكني أهتم أكثر بصناعة الأفلام. لهذا أريد دائماً أن أعرف من هم المتعاونون في أي مشروع، فأصرّ على مقابلة صانع الفيلم قبل الانطلاق بأي فيلم”.

وقد أدار الندوة الدراسية الأولى في قمرة المدير الفني لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي كاميرون بيلي الذي قدّم للجمهور نبذة عن أفلام لسوينتون منها “أورلاندو“، “العاشقون يبقون أحياء“، “علينا التحدث حول كيفن“، “مايكل كلايتون” (فازت سوينتون بجائزة أوسكار لأفضل ممثلة بدور ثانوي في هذا الفيلم)، و “أوكجا” الذي عرض ضمن عروض أفلام خبراء قمرة السينمائيين في هذه النسخة.

وأوضحت سوينتون بأن أشكال الشخصيات مهم للغاية بالنسبة لها: “ليس سراً بأني أوافق على أن لا يكون هناك أي حوار للدور على الإطلاق. وأفضل العمل بهدوء، فالكلمات قصة أخرى بالكامل. لكني أود أن أعرف كيفية اختيار الشخصيات، وأشكال أجسادهم وكيفية تصرفاتهم والوجه الذي سيمثلونه”.

وتوجهت سوينتون إلى صناع الأفلام الشباب والممثلين أو الراغبين بالتمثيل: “أتصور دوري بمثابة لوحة متكاملة لا مجرد شخصية، وعادة أرسم من مخيلتي أكثر من أي مصدر آخر. أحاول أن أتخيل كيف يبدو ذلك الشخص، وأبقي ذلك الجزء من جوهر القصة في أسفل اللوحة”. وتوجهت لصناع الأفلام بنصيحتها بضرورة بناء خلفية للقصص وللشخصيات.

على الصعيد الشخصي، وخلال أجوبتها على أسئلة الحضور، أوضحت سوينتون عن كيفية إيجادها للتوازن في أدوارها المختلقة في الحياة، كأم وممثلة ومنتجة، وقالت “على الرغم من الجنون الذي يدور حولي، فإنني اتجه للصفاء الروحي الذي يجعل الامور أسهل بكثير وأحصل على مزيد من الحب”.

إحدى اللحظات المهمة في حياة سوينتون السينمائية ظهرت عندما سألها ابنها ذو التسعة أعوام: “ماذا كانت أحلام الناس قبل ظهور السينما؟” وهو السؤال الذي يشكل على الدوام دافعاً لها ومكّنها من ترك بصمتها المؤثرة والصدق مع نفسها.

وفي حديثها عن فيلم “أوكجا” في الجلسة الحوارية التي تلت العرض، كشفت سوينتون بأنها لم تأكل اللحم أبداً بعد فيلم “أوكجا” وبأن المخرج بونج جون هو أصبح نباتياً لعدة أشهر على الرغم من أن الفيلم لا يدور عن هذا الأمر. “إنه فيلم عن تحرير الإنسان والحيوان. إنه عن الحكمة والطفولة والحب البريء وكيف تم اختبار ثقة ميجا وابتعد عنها الجميع. ربما هذا هو جوهر الفيلم”.

تجمع النسخة الرابعة من قمرة أكثر من 150 صانع فيلم ومحترف وخبير سينمائي يشرفون على 34 فيلم لصناع أفلام واعدين من 25 بلداً يخوضون تجاربهم الإخراجية الأولى أو الثانية. ويقام ملتقى قمرة السينمائي على مدار ستة أيام لغاية 14 مارس في سوق واقف ومتحف الفن الإسلامي ويضم ندوات دراسية وجلسات قمرة الحوارية وعروض أفلام في قسمي عروض خبراء قمرة وأصوات جديدة في عالم السينما.