الصحافة

العودة الى القائمة

خلال جلسة نقاش ضمن فعالية "حوارات الدوحة" عدد من المخرجين العرب يتناولون صعوبات صناعة الأفلام المستقلة

21 نوفمبر 2012

Download this press release

280 kB

تحميل البي دي أف

الدوحة، 21 نوفمبر 2012: تشارك عدد من صناع الأفلام العرب قصص التضحيات الشخصية التي بذلوها لصناعة أفلام مستقلة تصور الحقيقة الكامنة وراء أحداث هزت الرأي العام. وجاء ذلك في إطار جلسة نقاش مع وسائل الإعلام تمت ضمن فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الدوحة السينمائي، الحدث الثقافي السنوي الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام.

وأشار مرزاق علواش، مخرج الفيلم الروائي الطويل “التائب” الذي يسبر أغوار الفترة المعروفة بالعشرية السوداء في تاريخ الجزائر، إلى أنه استثمر جميع الأموال التي حققها فيلمه الأول لسرد القصة الخيالية لمجاهد شاب يحاول استئناف عيش حياة طبيعية.

وقال علواش: “يتعين على المشاريع السينمائية أن يكون لها رؤية مستقلة، خاصةً وأنها تتيح لنا الفرصة لرواية قصص نؤمن بها ونتعاطف مع أحداثها”. وأضاف علواش قائلاً: “بالنسبة لي، فأنا لا أفكر بالمهرجانات السينمائية أو الجوائز عندما أصنع الأفلام، بل أحلم بإيصال فيلمي إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدين في بلادي، وأنا أعلم جيداً بأنها مهمة صعبة”.

وأشار علواش إلى أنه – وكمخرج سينمائي – ملتزم بخدمة المجتمع وليس الحكومة. وقال بهذا الصدد: “أنا أدرك تماماً أن الأفلام لا يمكنها أن تغير العالم، ولكنني عندما أرى ضحايا ظلم الماضي يعانون بصمت، أعلم أن أفلامي ستسهم في إعادة النظر بالآلام التي يكابدونها”.

من جانبها أشارت المخرجة المصرية حنان عبد الله، التي يعرض فيلمها الوثائقي “ظل راجل” حالياً في مهرجان الدوحة السينمائي، إلى أن الغاية من فيلمها كانت معرفة ردة فعل النساء حيال الحريات الجديدة السائدة في البلاد دون أن يكون لديها أي نية لإلقاء اللوم على الرجال.

وفي هذا الشأن قالت عبد الله: “أعتقد أنهن ضحايا الظلم الاجتماعي أيضاً ويعانين من ضغوط هائلة في هذا المضمار. ويقدم فيلمي وجهات نظر مختلفة حول النساء اللواتي ينتمين إلى طبقات متنوعة من المجتمع. وبما أنهن كن جزءاً أساسياً من الثورة، فمن الضروري أن نروي قصة ثوراتهن الشخصية أيضاً ضمن الفيلم”.

وفيما تناول المخرجان علواش وعبد الله أثر السياسة على الأفراد، فقد حقق مخرجان آخران نتائج مماثلة من خلال الفن والتجارب الشخصية؛ حيث استقى المخرج لورنت أيت بنالا إلهام فيلمه الوثائقي “آه يا جسمي” من الرقص وفن الـ“هيب هوب” عبر تصوير الأحداث التي تجري خلف كواليس العرض الأول لأولى فرق الرقص الحديث في الجزائر.

وقال بينالا بهذا الشأن: “نالت الجزائر استقلالها عام 1962؛ وقد شهدت البلاد على مدى السنوات اللاحقة موجة من الاضطرابات الداخلية التي أثرت بشكل كبير على كيفية استجابة الناس لأشكال التعبير الثقافية”. ويجسد بطولة فيلم “آه يا جسمي” عدد من راقصي الـ“هيب هوب” الذين يستكشفون طرقاً جديدة لتوظيف حبهم للفن.
ويقدم المخرج براحيم فريتح رحلة لاستكشاف الذات عبر رصد تجربته الشخصية، حيث يتناول في فيلمه “ذكريات ملاعب” قصة صبي يبلغ من العمر 10 سنوات في تجسيد لطفولة المخرج الشاب. وتجري أحداث الفيلم في إحدى الضواحي الفرنسية صيف عام 1980، وهو يصور أوجه الخلل الاجتماعي المتنوعة من خلال عيني الطفل لترسم عدداً من الاستدلالات الشخصية.

وقال فريتح الذي حاز على منحة مهرجان الدوحة السينمائي لدعم مشروعه: “حرصت على النأي بنفسي بعيداً عن الأفكار النمطية، ورواية القصة بمنتهى الشفافية والصدق. وكنت أستكشف مملكة مفقودة من ذكريات طفولتي دون أن تكون لدي أي نية لاستحضار الحنين في داخلي. وبما أنها قصة شخصية لا تنطوي على أي تقلبات دراماتيكية، فقد كان من الصعب إقناع المنتجين بفكرة دعم المشروع”.

وإلى جانب تقديم باقة متنوعة من المواضيع، تمثل القاسم المشترك الذي جمع صانعي الأفلام في صعوبة نيل الدعم للقصص المستقلة وإنجاز الأفلام، إضافةً إلى العمل في معظم الأحيان ضمن بيئات غير ملائمة.