الصحافة

العودة الى القائمة

خلال جلسة نقاش حول السينما الهندية ضمن "حوارات الدوحة" المخرج أشوتوش جواريكر والممثل أنوبام خير يؤكدان ضرورة ترسيخ المحتوى الثقافي لانتقال السينما الهندية نحو العالمية

21 نوفمبر 2012

Download this press release

306 kB

تحميل البي دي أف

الدوحة، 21 نوفمبر 2012: نوه اثنان من الشخصيات الفاعلة في قطاع صناعة الأفلام الهندية إلى أن طموحات السينما الهندية بالانتقال إلى العالمية قد تتحقق فقط عندما ينطلق المخرجون الهنود من قناعاتهم الشخصية لصناعة أفلام ذات مضمون أصلي. وجاء ذلك في إطار حلقة نقاش مع وسائل الإعلام ضمن فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الدوحة السينمائي.

وتحدث في حلقة النقاش كل من أشوتوش جواريكر، مخرج فيلم “لاجان” المرشح لنيل جائزة الأوسكار وعضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية الروائية الطويلة؛ والممثل المتألق أنوبام خير الذي شارك في بطولة فيلم “سيلفر ليينغ بلاي بوك” الذي يتم عرضه في المهرجان؛ حيث طرحا آراءً مثيرة للاهتمام حول الوضع الراهن لفن صناعة الأفلام في الهند.

وأشار جواريكر إلى أن التنوع الثقافي الكبير الذي تحظى به الهند لم ينعكس بالشكل المطلوب على قطاع صناعة الأفلام الذي بقي يركز إلى حد كبير على مخاطبة الجمهور الهندي دون بذل أي جهود جدية للمنافسة على الصعيد العالمي. وأضاف جواريكر أن فرض هذا التوجه على السينما الهندية سيكون كفيلاً بخسارة المقومات التي تميز الأفلام الهندية عن غيرها.

وقال جواريكر: “لقد بدأت هذه العملية للتو، إذ يتم الآن اتخاذ العديد من الخطوات الجادة لجعل الأفلام الهندية أكثر حضوراً على الساحة العالمية. ولكننا لا نستطيع بطبيعة الحال التخطيط لإنتاج أفلام تتخطى نطاق ثقافتنا، بل علينا صناعة أفلام تقوم على المواضيع والأفكار التي نؤمن بها”.

من جانبه أشار أنوبام خير إلى أن السينما الهندية تتمتع بحضور واسع في عدد من البلدان العربية وروسيا عبر أفلام المخرج المخضرم راج كابور. وقال خير بهذا الصدد: “لم يتوجه كابور في أفلامه إلى الجمهور العالمي، ومع ذلك حظي بقبول واسع خارج الهند. وتتمثل مهمتنا في صناعة أفلام تبقى وفية لثقافتنا الخاصة”.

وبدوره تحدث خير عن الفكرة القائلة بضرورة سعي السينما الهندية للانتقال نحو العالمية، وقال بهذا الشأن: “لا أعتقد شخصياً أننا بحاجة إلى التركيز على مخاطبة الجمهور العالمي”. وأضاف أنه من الأسهل على الممثلين الانتقال إلى العالمية مع سعي العديد من صناع الأفلام الأجنبية إلى البحث عن أشخاص يجسدون الشخصيات الهندية في أفلامهم.
وأشار جواريكر وخير إلى أن المدة الطويلة نسبياً للأفلام الهندية لا تقف عائقاً أمام سعيها للوصول إلى الجمهور العالمي. وقال خير بهذا الصدد: “يكمن الأمر في نوعية الأفلام بحد ذاتها، إذ تفتقر السينما الهندية إلى الاتساق الذي تتمتع به الأفلام الإيرانية والكورية والعربية. كما أن الأفلام الفنية لا تشكل ضمانة للحصول على سينما جيدة بطبيعة الحال”.

وقال خير أن العديد من مخرجي الأفلام الهندية الحديثة يميلون إلى محاكاة الأسلوب الغربي في صناعة الأفلام، الأمر الذي قد يؤدي إلى تشويه الهوية الفريدة للسينما الهندية. وأضاف خير: “يتفشى اليوم ما يسمى ‘داء تارانتينو’ بين مخرجينا الذين يتبنون إسلوبه في الإخراج”.

وحول عدم انتشار السينما العربية في الهند، أشار جواريكر إلى أن الجمهور الهندي لديه نوع من الاكتفاء الذاتي من ناحية الأفلام السينمائية. وقال بهذا الخصوص: “إن الأفلام الوحيدة الأخرى التي تحظى بحضور واسع في الهند هي الأفلام الأمريكية، ويعزى ذلك إلى استراتيجيتها المذهلة في مجال التوزيع. ولم يكن لأحد في الهند أن يعرف شيئاً عن الممثل المصري الشهير عمر الشريف مثلاً لولا مشاركته في هوليوود”.

وأضاف جواريكر: “يعود انتشار الأفلام الهندية في العالم العربي إلى أسبقية دخول هذه الأفلام إلى المنطقة في الوقت الذي كان فيه قطاع السينما العربية لا يزال وليداً، ولأن السينما الهندية تناولت كذلك مواضيع التضحية والصداقة والروابط العائلية التي تخاطب ذائقة الجمهور العربي”.

وأشاد خير بالدور الجوهري الذي تلعبه المنصات السينمائية الإقليمية مثل مهرجان الدوحة السينمائي في تعزيز نمو السينما العربية وإحداث الفرق في هذا المضمار.

وسيتحدث جواريكر وخير في جلسة نقاش عامة حول طموحات بوليوود في الانتقال إلى العالمية، وذلك عند الساعة الرابعة من مساء يوم الأربعاء في دار الأوبرا كتارا ضمن فعالية “حوارات الدوحة”. كما يتناول السينمائيان التوجهات السائدة في القطاع والدور الذي تلعبه استراتيجية التوزيع في رفد مساعي السينما الهندية للتحول إلى العالمية.