الصحافة

العودة الى القائمة

خبير قمرة السينمائي أبيتشاتبونغ ويراسثاكول يلهم المواهب الشابة في ندوته الدراسية: للسينما قوة بلا حدود، تتخطى المعابر وتدوم الى الأبد

12 مارس 2018

Download PDF

837 kB

تحميل البي دي أف

الدوحة، قطر، 12 مارس 2018: ألهم خبير قمرة السينمائي أبيتشاتبونغ ويراسثاكول الجمهور الغفير من صناع الأفلام الذي حضروا ندوته الدراسية في قمرة 2018 حيث شجعهم على مواصلة الأعمال السينمائية التي تعبر عن أحلامهم وتتخطى الحدود والمعابر وتدوم إلى الأبد. وتوجه الفنان البصري صانع الأفلام الوثائقية الفائز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي إلى المخرجين الواعدين حول “الاحتمال البعيد لمشاركة جميع الناس في العالم الأحلام ذاتها” قائلاً “لن نحتاج عندها إلى السينما“، مشدداً على مقاربته ونهجه الخاص للأفلام بوصفها وسيلة تعبر عن الأحلام.

وحملت الندوة الدراسية الاستثنائية الجمهور إلى مسيرة المخرج المهنية التي تحفل بالذاكرة الجماعية له ولأصدقائه وشكلت إطار أحلامهم. ربط ويراسثاكول الأحلام بالأفلام وذكّر الجمهور بالدوائر الأربع للعقل بينما يكون الإنسان نائماً وختم قائلاً: “الأفلام تنشأ من هنا”.

وقال: “النوم تماماً كالسينما ولكن النوم أفضل بكثير، حيث تظهر عندها العديد من السيناريوهات من ذاكراتنا. إن فن صناعة الأفلام هو تحفيز هذه الذكريات. ففي عالمنا اليوم، حيث تنتشر التفسيرات الخاطئة للرسائل والأخبار الزائفة، يبقى تفسيري لسرد القصص والتاريخ هو أنها أجهزة لخداع الذكريات والتلاعب بها”.

وتطرق خبير قمرة السينمائي في حديثه إلى الحضور، وخصوصاً صناع الأفلام، إلى لامحدودية الواقع الافتراضي مشيراً إلى أنها شكلت منعطفاً في صناعة الأفلام خصوصاً وأنها لا تلزم المشاهد بأي إطار.

كما قدم ويراسثاكول عرضاً تعريفياً عن رحلته من خلال اللوحات البصرية لوطنه وشعبه والأماكن التي عاش فيها والتي شكلت ذكرياته، كما قدم بعضاً من عروضاته التي جعلت من السينما والفنون البصرية والمسرح ضرباً من الألغاز.

وقال خبير قمرة السينمائي: “لا يقلقني إذا ما كان الجمهور سيفهم أعمالي وفق قصدي. بعد عرض أحد أفلامي، غضب شخص ما وطلب استعادة سعر التذكرة. ووجدت نفسي مجبراً على ذلك. مع مرور الوقت، أصبحت غير مبال بردود الفعل لأن ما يهم حقاً هو مدى صدقيتك ونزاهتك. إذا كنت تؤمن بالسينما التقليدية فتوجه إليها، لكن اصنع الأفضل. فأنت هو المشاهد الأول ويجب أن تكون صادقاً مع نفسك. ولهذا أحث صناع الأفلام على ألا يشعروا بالإحباط من النقد” مسترجعاً كلام أستاذه عندما طلب منه “أرجع إلى المدرسة وتعلم صناعة الأفلام من جديد” بعد مشاهدة أحد أفلامه.

وخلال مناقشة أفلامه، من ضمنها فيلم “العم بونمي الذي يستعيد حياته الماضية” الفائز بجائزة السعفة الذهبية، أوضح ويراسثاكول بأن ولعه بالسينما تولد من أعمال ستيفن سبيلبرغ. “إن طريقة معالجة سبيلبرغ لأفلام الخيال العلمي وكيفية استخدام الكثير من الدخان والإضاءات الخلفية أسحرتني حقاً”.

درس ويراسثاكول فن العمارة الهندسية لأنه لا يوجد مدرسة سينما في بلدته، لكن الأفلام بقيت شغفه الأول. “أفلامي مرتبطة بالأحلام والذكريات والتجارب عمن نحب من حولنا. أفضّل العمل مع الكاميرات التي تصور فقط بتقنية 2K ولكني مجبر الآن على استخدام 4K. أختار الممثلين من خلال التوجه إلى الشارع مع لافتات إعلانية، وهم في الغالب يحدثون تغيرات في الشخصيات وخلفياتهم في الأفلام لتتلائم مع الذين اختارهم. ولا أسعى إلى إيجاد موسيقى لأفلامي، فأي موسيقى في أفلامي تنبع من ذكريات التصوير”.

وفي حديثه عن الفيلم الجديد، أوضح ويراسثاكول أنه يدور حول امرأة لا تستطيع النوم. يستخدم المخرج اللوحات والفنون البصرية بالإضافة إلى انعكاسات المرآة ليزيد من تعريف أسلوبه الخاص في صناعة الأفلام التي تتخطى كل التقاليد المعروفة.

تجمع النسخة الرابعة من قمرة أكثر من 150 صانع فيلم ومحترف وخبير سينمائي يشرفون على 34 فيلم لصناع أفلام واعدين من 25 بلداً يخوضون تجاربهم الإخراجية الأولى أو الثانية. ويقام ملتقى قمرة السينمائي على مدار ستة أيام لغاية 14 مارس في سوق واقف ومتحف الفن الإسلامي ويضم ندوات دراسية وجلسات قمرة الحوارية وعروض أفلام في قسمي عروض خبراء قمرة وأصوات جديدة في عالم السينما.